للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وأما الغلام فكان كافرًا، وكان أبواه مؤمنين" (١).

وهو مدفوع بأنه ورد في بعض ألفاظ قصة موسى مع الخضر قوله : (ولو أدرك) (٢)، وهذا دليل على أنه لم يدرك بعد، وكذا قوله : (فمر بصبي يلعب مع الصبيان) (٣).

الثاني: أن يقال لعل التكليف في تلك الشريعة يكون قبل الاحتلام عند قوة عقل الصبي وكمال تمييزه، إما عمومًا أو في التوحيد ومعرفة الله كما قاله طوائف من أهل الكلام والفقه.

الثالث: أنه قُتل لئلا يفتن أبويه عن دينهما، فيكون من باب قتل الصائل.

الرابع: أن كفر الصبي كان ظاهرًا وليس من باب الغيب، وعليه فلا إشكال، ولا يَرِد ما قاله إسحاق (٤).

الدليل الخامس: جوابه: أنه ليس في الحديث ما يدل على أن المولود يفطر على الإنكار والمعرفة، وعلى الكفر والإيمان، وإنما فيه أنه لا يشهد لكل معيَّن من أطفال المؤمنين بالجنة، وإن أطلق أن أطفال المؤمنين في الجملة في الجنة، كما يشهد للمؤمنين مطلقا أنهم في الجنة ولا يشهد لمعيَّن بذلك إلا من شهد له النبي (٥).


(١) رواها ابن أبي حاتم (٧/ ٢٣٨٠) رقم (١٢٩٢٤).
(٢) رواه مسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل الخضر (٤/ ١٨٤٧) ح (٢٣٨٠).
(٣) رواه البخاري: كتاب الأنبياء، حديث الخضر مع موسى (٤/ ١٥٥) ح (٣٤٠١).
(٤) انظر: التمهيد (١٨/ ٨٩ - ٩٠)، ودرء التعارض (٨/ ٤٢٧ - ٤٢٨)، شفاء العليل (٢/ ٨٠٧ - ٨٠٩).
(٥) انظر: طريق الهجرتين (٢/ ٨٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>