للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقالوا: هَذا عَمُّهُ أبو لَهَبٍ (١).

وكان من القبائل التي عرض النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه عليها؛ قبيلة كنْده، وبطن من بني كلب يقال لهم بنو عبد الله، وبنو حنيفة، وبنو عامر بن صعصعة، ومحارب بن خصفة، وفزارة، وغسان، ومرَّة، وسُليم، وعبس، وبنو نضر، والحارث بن كعب، وعذرة، والحضارمة، فلم يستجب منهم أحد.

وتصدى النبي -صلى الله عليه وسلم- لسويد بن الصامت الذي كان يسميه قومه (الكامل) لجلده، وشرفه، ونسبه، فدعاه إلى الإِسلام، فقال له سويد: فلعل الذي معك مثل الذي معي؛ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اعرضها عليّ"، فعرضها عليه؛ فقال له: "إنَّ هذا لكلام حسن؛ والذي معي أفضل منه، قرآن أنزله الله تعالى عليَّ هو هدى ونور" فتلا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن ودعاه إلى الإِسلام، فلم يبْعُد منه، وقال: إنَّ هذا لقول حسن، ثم انصرف عنه، فقدم المدينة علي قومه، فلم يلبث أنْ قتله الخزرج، فإن كان رجال من قومه ليقولون: إنا لنراه قد قتل وهو مسلم، وكان قتله قبل يوم بعاث (٢).

وعرض النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه على بني عبد الأشهل حيث قدموا يلتمسون الحلف من قريش علي قومهم من الخزرج، فعرض عليهم الإِسلام، وقال لهم: "هل لكم في خير مما جئتم له؟ " فقالوا له: وما ذاك؟ قال: "أنا رسول الله بعثني إلى العباد، أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، وأنزل عليَّ الكتاب" قال: ثم ذكر لهم الإِسلام، وتلا عليهم القرآن، قال: فقال إياس بن معاذ وكان


(١) حسن بمجموع الطرق: أخرجه أحمد ٤/ ٣٤١، وله شواهد أخرجها ابن هشام في "السيرة" ٢/ ١٨ الطبراني في "الكبير" (٤٥٨٧)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثانى" (٩٦٢)، البيهقي في "السنن" ٩/ ٧، و"الدلائل" ٢/ ١٨٥.
(٢) "سيرة ابن هشام" ٢/ ٢١.

<<  <   >  >>