للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى حازوا خزاعة إلى الحرم، فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر: يا نوفل بن معاوية -وهو قائد الجيش- إنا قد دخلنا الحرم! إلهك إلهك فقال كلمة عظيمة: لا إله اليوم، ثم قال: يابني بكر أصيبوا ثأركم، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم، أفلا تصيبون ثأركم فيه؟! ولجأت خزاعة إلى دار بُديل بن ورقاء بمكة، وإلى دار مولى له يقال له رافع.

وركب عمرو بن سالم الخزاعيُّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبره الخبر، فوقف أمام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنشد يقول:

لاهُمَّ إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا (١)

فانصر هداك الله نصرًا أَعْتدا ... وادع عباد الله يأتوا مدد (٢)

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"نصرت يا عمرو بن سالم" وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس بالجهاز، وكتمهم مخرجه، وسأل الله أن يعمي على قريش خبره، حتى يبغتهم في بلادهم (٣).

١٣ - وفي شعبان من هذه السنة: جاء أبوسفيان في حرب ليُجَدِدَ العهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرُدَّ عليه.

[الشرح]

[قال ابن إسحاق - رحمه الله -]

ثم خرج بُديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) الأتلد: القديم.
(٢) إسناده حسن: أخرجه البيهقي في "الدلائل" ٥/ ١٣ بإسناد حسن إلى أبي هريرة - رضي الله عنه -.
نصرًا أعتدا: أي نصرًا حاضرًا، والمدد: العون.
(٣) إسناده حسن: "البداية والنهاية" (٣١٢)، من رواية ابن إسحاق بإسناد حسن.

<<  <   >  >>