حديث سنده مسلسل بالثقات غير ابن إسحاق محمد بن إسحاق بن يسار إمام أهل المغازي والسير وقد قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق يدلس. وقد أمنا من تدليسه حيث صرح بالتحديث فقال حدثني الزهريُّ.
وأما حديثي أبي موسى وابن مسعود فمدارهما على أبي إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله بن عبيد ثقة ولكنه مدلس لا تقبل روايته إلا إذا صرح بالتحديث ولم يصرح في الروايتين، حيث قال في حديث أبي موسى: عن أبي بردة، وقال في حديث ابن مسعود: عن عبد الله بن عتبة.
ثم هو قد اختلط بأخرة والراوي عنه حديث أبي موسى هو إسرائيل بن يونس وهو ممن أخذ عنه بعد الاختلاط.
والراوي عنه حديث ابن مسعود وهو حُديج بن معاوية وهو صدوق يخطئ كما قال الحافظ، وضعفه ابن معين وغيره.
فالظاهر هنا أن ذكر عمارة بن الوليد في الحديث وَهمٌ من أبي إسحاق السَبيعي أي مما اختلط عليه فيه، خاصة وأن عبد الله بن أبي ربيعة وعمارة بن الوليد من قبيلة واحدة وهي بني مخزوم فلذلك أرى أنه شبِّه عليه فيه. والله أعلم.
[فائدة أخرى]
رُوي في سبب سجود المشركين مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مدح آلهتهم فقال: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى.
وقد رُوي هذا الحديث من طرق كثيرة بلغت العشرة ذكرها الشيخ الألباني في كتابه "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق" وكلها طرق ضعيفة لا يقوى بعضها بعضًا كما أوضح ذلك الشيخ الألباني رحمه الله.