للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عهدهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقتل بني قريظة وأجلى بني قينقاع وبني النضير عن المدينة، فذهب بعضهم إلى خيبر وأصبحوا يُشكلون خطرًا على المسلمين، وكان لبعضهم يدًا في تأليب قريش وجمعهم الأحزاب لمحاربة المسلمين- كما تقدم ذلك.

فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم -بعدما عاهد قريشًا- أن يعالج الموقف بعدما صارت خيبر مصدر خطر كبير على الإِسلام والمسلمين.

[خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر]

فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر بقريب من ألف وخمسمائة مقاتل معهم مائتا فرس.

عَنْ مُجَمِّعِ بن جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قُسِمَتْ خَيْبَرُ عَلَى أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ، فَقَسَمَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، وَكَانَ الْجَيْشُ أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ، فِيهِمْ ثَلَاثُ مِائَةِ فَارِسٍ (١)، فسار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر ليلاً (٢)، واستخلف النبي - صلى الله عليه وسلم - على المدينة سِباع بن عُرْفُطة (٣)، وكان الله تعالى قد وعد المؤمنين مغانم خيبر، في قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٩) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ


(١) روى هذا الحديث أبو داود (٣٠١٥)، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله، ولكن ضعفه في موضع آخر برقم (٢٧٣٦)، قال أبو داود: وأرى الوهم في حديث مُجَمِّع أنه قال: ثلاث مئة فارس، وكانوا مئتي فارس.
(٢) متفق عليه: أخرجه البخاري (٤١٩٦)، كتاب: المغازي، باب: غزوة خيبر، ومسلم (١٨٠٢)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة خيبر، من حديث سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -.
(٣) إسناده قوي: أخرجه أحمد ٢/ ٣٤٥، ٣٤٦، وقال شعيب الأرنؤوط: وإسناده قوي.

<<  <   >  >>