للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربيع الآخر وجمادى الأولى؛ ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدًا (١).

٥ - وفي جمادى الآخرة من هذه السنة: كانت سرية زيد بن حارثة - رضي الله عنه - إلى القَرَدَةِ، فغنموا عيرًا ومالاً لقريش.

[الشرح]

وسرية زيد بن حارثة التي بعثه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فيها حين أصاب عير قريش، وفيها أبو سفيان بن حرب على القَرَدَة، ماء من مياه نجد، وكان من حديثها: أنَّ قريشًا خافوا طريقهم الذي كانوا يسلكون إلى الشام، حين كان من وقعة بدر ما كان، فسلكوا طريق العراق، فخرج منهم تُجار فيهم: أبو سفيان بن حرب، ومعه فضة كثيرة، وهي عُظْم تجارتهم، واستأجروا رجلاً من بني بكر بن وائل، يقال له: فرات بن حيَّان يدُلُّهم على الطريق.

فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة فلقيهم على ذلك الماء، فأصاب تلك العير وما فيها، فقدم بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢).

[٦ - وفي شعبان من هذه السنة: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما -.]

[الشرح]

عن عبد الله بن عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بنتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بن حُذَافَةَ السَّهْمِيّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بن عَفَّانَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ، فَقَالَ: سَأَنْظُرُ في أَمْرِي فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، ثُمَّ لَقِيَنِي، فَقَالَ: قَدْ بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ


(١) "سيرة ابن هشام" ٢/ ٢٣٨.
(٢) "سيرة ابن هشام" ٢/ ٢٤٠.

<<  <   >  >>