للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انْصَرَفَا إلى رَسُولِ الله - صلي الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: "أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟ " فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُ، فَقَالَ: "هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيكُمَا؟ " قَالَا: لَا، فَنَظَرَ في السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ: "كِلَاكُمَا قَتَلَة"، وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بن عَمْرِو بن الْجَمُوحِ.

وَالرَّجُلَانِ مُعَاذُ بن عَمْرِو بن الْجَمُوحِ وَمُعَاذُ بن عَفْرَاءَ (١). وفي لفظ: وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ (٢).

الزبير يقتل عُبيدة بن سعيد بن العاص:

عن الزُّبَيْر قال: لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بن سَعِيدِ بن الْعَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ (٣) لَا يُرَى مِنْهُ إِلَّا عَيْنَاهُ، وَهُوَ يُكْنَى أبو ذَاتِ الْكَرِشِ، فَقَالَ: أَنَا أبو ذَاتِ الْكَرِشِ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالْعَنَزَةِ (٤) فَطَعَنْتُهُ في عَيْنِهِ فَمَاتَ (٥).

[مقتل عدو الله أمية بن خلف]

بعد ما قَتَلَ أبطال المسلمين في بداية المعركة ثلاثة من أَلدِّ أعداء الإِسلام الذين طالما آذوا المسلمين، وصدوا عن سبيل الله وهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، وتمكنوا أيضًا في وسط المعركة من قتل صنديد آخر من صناديد قريش وهو أبو جهل، أعانهم الله في آخر المعركة على قتل واحدٍ من


(١) متفق عليه أخرجه البخاري (٣٩٨٨)، كتاب: المغازي، باب: (١٠)، مسلم (١٧٥٢)، كتاب: الجهاد والسير، باب: استحقاق القاتل سلب القتيل.
(٢) السابق.
قلت: ومعاذ بن عمرو بن الجموح أخو معاذ بن عفراء من أمه، ففي الرواية الأولى: نُسب إلى أبيه عمرو بن الجموح، وفي الرواية الثانية: نُسب إلى أمه.
وقد ضبط الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في "الإصابة" ٣/ ١٨٧٧ اسم معاذ بن عمرو بن الجموح فقال: (معوِّذ).
(٣) مدججٌ: أي مغطى بالسلاح ولا يظهر منه شيء.
(٤) العنزة: الحربة الصغيرة.
(٥) صحيح: أخرجه البخاري (٣٩٩٨)، كتاب: المغازي، باب: (١٢).

<<  <   >  >>