للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَوْله ابن عمر - رضي الله عنه -: لَيْسَ مِنْهَا شَيْء في دُبُرِهِ، بَيَان فَرْطِ شَجَاعَتِهِ وَإِقْدَامِهِ - رضي الله عنه - (١).

وعن خَالِدِ بن الْوَلِيدِ - رضي الله عنه - قال: لَقَدْ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، وصبرتْ في يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ (٢).

[قال ابن حجر - رحمه الله -]

وَهَذَا الْحَدِيث يَقْتَضِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَتَلُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ كَثِيرًا. اهـ (٣).

وكَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إِذَا حَيَّا ابْنَ جَعْفَرٍ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ (٤).

وعن عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قالت: لَمَّا جَاءَ قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ، وَجَعْفَرِ بن أبي طَالِبٍ، وَعبد الله بن رَوَاحَةَ - رضي الله عنهم - جَلَسَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَنَا أَطَّلِعُ مِنْ صَائِرِ الْبَابِ -تَعْنِي: مِنْ شَقِّ الْبَابِ- فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَيْ رَسُولَ الله إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ، قَالَ: وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُنَّ، قَالَ: فَذَهَبَ الرَّجُلُ، ثُمَّ أَتَى فَقَالَ: قَدْ نَهَيْتُهُنَّ، وَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يُطِعْنَهُ، قَالَ: فَأَمَرَ أَيْضًا، فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَى، فَقَالَ: وَاللهِ لَقَدْ غَلَبنَنَا، فَزَعَمَتْ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: فَاحْثُ في أَفْوَاهِهِنَّ مِنْ التُّرَابِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: أَرْغَمَ الله أَنْفَكَ، فَوَاللهِ مَا أَنْتَ تَفْعَلُ، وَمَا تَرَكْتَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ الْعَنَاءِ (٥).


(١) السابق.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري (٤٢٦٥، ٤٢٦٦)، كتاب: المغازي، باب: غزوة مؤتة.
(٣) "فتح الباري" ٧/ ٥٨٩.
(٤) صحيح: أخرجه البخاري (٤٢٦٤)، كتاب: المغازي، باب: غزوة مؤتة.
(٥) متفق عليه: أخرجه البخاري (٤٢٦٣)، كتاب: المغازي، باب: غزوة مؤتة، ومسلم (٩٣٥)، كتاب: الجنائز، باب: التشديد في النياحة.

<<  <   >  >>