للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبَعَثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بِكِتَابِهِ إلى كِسْرَى مَعَ عبد الله بن حُذَافَةَ السَّهْمِيّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إلى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إلى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ، فدَعَا عَلَيهِمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ (١).

٢٥ - وفي هذه السنة: كَسَفَت الشمسُ.

[الشرح]

ذُكِرَ ذلك الحدث في "شذرات الذهب" (٢) ولم يذكره جمهور أهل السيرة، والظاهر والله أعلم أن الشمس لم تكسف على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا مرة واحدة حين وفاة ابنه إبراهيم، وهو ما نُقِلَ متواترًا في كتب السنة والسيرة والتاريخ، ولو كان هذا الكسوف المذكور قد حدث فعلاً لنُقِلَ متواترًا أو حتى من طريق صحيحة، فإن حدثًا مثل كسوف الشمس يعتبر من الأحداث الجسيمة التي إذا حدثت اطلع عليها جمهور الناس، فكيف لا تُشتهر وتتواتر في دواوين السنة؟

وهذا الذي ذكرته من القواعد المتعارف عليها عند المحدثين؛ أن الحدث إذا كان عظيمًا مما يُشتهر مثله ولم يتواتر نقله دل ذلك على عدم صحته. والله أعلم.

٢٦ - وفي هذه السنة: نزل حُكْم الظهار.

[الشرح]

الظهار: هو أن يقول الرجل لامرأته: أنت عليَّ كظهر أمي، أو أنت أو أي عضو منك عليَّ كعضو من أعضاء من يحرم على تحريمًا مؤبدًا.


(١) صحيح: أخرجه البخاري (٤٤٢٤)، كتاب: المغازي، باب: كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسري وقيصر.
(٢) "شذرات الذهب" ١/ ٢٠.

<<  <   >  >>