للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحجارة، فصفَّ أصحابه، ودفع لواءه إلى مسعود بن سنان السَّلِمي، ثم حمل عليهم عليٌّ بأصحابه، فقتل منهم عشرين رجلاً، فتفرَّقوا وانهزموا، فكف عن طلبهم، ثم دعاهم إلى الإِسلام فأسرعوا وأجابوا، وتابعه نفر من رؤسائهم على الإِسلام، وقالوا: نحن على من وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا, فخذ منها حقَّ الله، ثم قفل عليٌّ فوافى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وقد قدمها للحج سنة عشر (١).

[١١ - وفي شوال من هذه السنة: قدم وفد سلامان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.]

[الشرح]

قدم وفد سلامان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في شوال سنة عشر، فصلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - الظهر ثم جلس بين المنبر وبيته، فتقدم الوفد فسألوه عن أمر الصلاة وشرائع الإِسلام، وعن الرُّقى، وأسلموا، وأعطى كل رجل منهم خمس أواق، ثم رجعوا إلى بلادهم (٢).

١٢ - وفي ذي الحجة من هذه السنة: حجَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع.

[الشرح]

عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث بالمدينة تسع سنين لم يحج، ثم أُذِّن في الناس في العاشرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - حاجُّ هذا العام، فقدم المدينة بشر كثير- وفي رواية: فلم يبق أحد يقدر أن يأتي راكبًا أو راجلاً إلا قدم- فتدارك الناس ليخرجوا معه، كلهم يلتمس أن يأْتمَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -ويعمل مثله عمله.


(١) "الطبقات" ٢/ ١١٩، ١٧٠، بتصرف.
(٢) "الطبقات" ١/ ٣٣٢، ٣٣٣، بتصرف.

<<  <   >  >>