للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صوتًا منك".

فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به، قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو في بيته، فخرج يجر رداءه يقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما أُريَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فلله الحمد" (١).

١٤ - وفيها: عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - معاهدة مع اليهود بالمدينة.

[الشرح]

[قال ابن القيم - رحمه الله -]

ووادع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَن بالمدينة مِن اليهود، وكتب بينه وبينهم كتابًا، وبادر جدهم وعالمهم عبد الله بن سلام، فدخل في الإسلام، وأبى عامتهم إلا الكفر.

وكانوا ثلاث قبائل: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، وحاربه الثلاثة، فمنَّ على بني قينقاع، وأجلى بن النضير، وقتل بني قريظة وسبى ذريتهم، ونزلت سورة الحشر في بني النضير، وسورة الأحزاب في بني قريظة. اهـ (٢).

[وفيما يلي شروط هذة المعاهدة]

١ - إنَّ اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

٢ - وإنَّ يهود بني عوف (٣) أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين


(١) صحيح: أخرجه أبو داود (٤٩٩)، كتاب: الصلاة, باب: كيف الأذان، الترمذي (١٨٩)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في بَدْء الأذان، ابن ماجه (٧٠٦)، كتاب: الأذان والسنة فيها، باب: بدء الأذان، وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود": حسن صحيح.
(٢) "زاد المعاد" ٣/ ٥٨، ٥٩.
(٣) بنو عوف قبيلة عربية، ولكنهم كانوا كجميع الأوس والخزرج تكون المرأة فيهم مقلاتٌ -أي لا يعيش لها ولد- فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدٌ أن تهوَّده - أخرجه أبو داود (٢٦٨٢) وصححه الألباني - فمن ذلك تهوَّد بعضُ أبناء العرب وعاشوا بين قبائل اليهود.

<<  <   >  >>