للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[قال ابن جرير -رحمه الله -]

وفي هذه السنة -يعني: السنة الأولى من الهجرة- زِيْدَ في صلاة الحضر -فيما قيل- ركعتان، وكانت صلاة الحضر والسفر ركعتين، وذلك بعد مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة بشهر ربيع الآخر لمضيِّ اثنتيْ عشرة ليلة منه (١).

١٠ - وفيها: ولد عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - وهو أول مولود للمهاجرين في الإسلام.

[الشرح]

عَنْ أَسْمَاءَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعبد الله بن الزُّبَيْرِ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ (٢) فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعْتُهُ في حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا ثُمَّ تَفَلَ في فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ حَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ ثُمَّ دَعَا لَهُ وَبَرَّكَ عَلَيهِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ (٣).

وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ عبد الله بن الزُّبَيْرِ، أَتَوْا بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخَذَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - تَمْرَةً فَلَاكَهَا (٤)، ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي فِيهِ، فَأَوَّلُ مَا دَخَلَ بَطْنَهُ رِيقُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٥).


(١) نقلاً عن "البداية والنهاية" ٣/ ٢٤٥.
(٢) أي مُقربٌ قد دنا وضعُها لولدها.
(٣) متفق عليه: أخرجه البخاري (٣٩٠٩)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة, مسلم (٢١٤٦)، كتاب: الآداب، باب: استحباب تحنيك المولود عند ولادته.
(٤) أي: مضغها.
(٥) صحيح: أخرجه البخاري (٣٩١٠)، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة.

<<  <   >  >>