أبي ربيعة- وهم الأكثرون- وفريق قال كان معه عمارة بن الوليد.
وسبب هذا هو الاختلاف الذي وقع في الروايات التي ذكرتْ قصة الهجرة إلى الحبشة حيث ذُكر في حديثي أبي موسى وابن مسعود عمارة بن الوليد مع عمر وابن العاص، وأما حديث أم سلمة فذكر فيه عبد الله بن أبي ربيعة مع عمرو بن العاص.
والحقيقة فإن الناظر في الروايات يعلم يقينًا أن قول من قال كان هذا مرتين فكان في أحدهما عمارة بن الوليد وفي الأخرى عبد الله بن أبي ربيعة قول بعيد كل البعد عن الحقيقة والصواب، وذلك لأن الروايات الثلاثة ذُكر فيها الحوار الذي دار بين الأطراف الثلاثة، النجاشي، والمسلمين، ورسوليْ قريش، وجاء ذكر الحوار في جميع الروايات هو هو لم يتغير حتى عندما قال عمرو بن العاص: إنهم يقولون في عيسى قولاً عظيمًا، فأرسل النجاشي إلى المسلمين يسألهم عن ذلك فأجابه جعفر بن أبي طالب فأخذ النجاشي عودًا من الأرض وقال: ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود.
فلأن الحوار واحد في الروايات الثلاثة يبعد جدًا أن تكون القصة قد تكررت، وإلا لو حدث هذا مرتين لَما أعاد عمرو بن العاص قولته في المرة الثانية، ولما كان أرسل النجاشي للمسلمين مرة أخرى يسألهم عما يقولون في عيسى بن مريم، وكان يكفيه أن يقول علمنا قولهم في عيسى بن مريم قبل ذلك.
فبهذا يعلم أن هذا القول غير صحيح.
فيبقى قول من قال كان هذا مرة واحدة، وكما سبق ذهب أصحاب هذا القول إلى أن المرسَل مع عمرو بن العاص هو عمارة بن الوليد، وذهب بعضهم أنه عبد الله بن أبي ربيعة وهو الصواب.
وذلك لأن عبد الله بن أبي ربيعة جاء ذكره في حديث أم سلمة - رضي الله عنها - وهو