للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوا أصحابه للعودة إلى القتال وفي ذلك يقول الله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ (١) وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ (٢) وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} [آل عمران: ١٥٣] أي: والرسول يناديكم من خلفكم، إلىّ عباد الله، إليّ عباد الله (٣).

وكان طلحة بن عبيد الله ممن ثبت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودافع عنه حتى شُلَّتْ يده - رضي الله عنه - كان يقي بها النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤).

وكان ممن ثبت أيضًا مع النبي سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -، وكان راميًا ماهرًا لا تكاد رميته تُخطئ، فنثل له النبي - صلى الله عليه وسلم - كنانته (٥) وجعل يقول له: "ارْمِ فِدَاكَ أبي وَأُمِّي" (٦).


= من المتقدمين والمتأخرين، ومعناه: ما أنصفت قريش الأنصار، لكون القريشيين لم يخرجا للقتال، بل خرجت الأنصار واحدًا بعد واحد، وذكر القاضي وغيره أن بعضهم رواه (ما أنصفَنا) بفتح الفاء، والمراد على هذا: الذين فرُّوا من القتال، فإنهم لم ينصفوا لفرارهم. اهـ "شرح مسلم" ٦/ ٣٢٩، ٣٣٠.
(١) أي: تهربون في بطون الأوديه والشعاب.
(٢) أي: ولا يلتفت بعضكم إلى بعض هربًا من عدوكم.
(٣) "تفسير الطبري" ٤/ ١٣٩ وفي قراءة: {إذ تصعدون} بفتح التاء وتسكين الصاد وفتح العين، ومعناه: إذ تصعدون إلى جبل أحد حيث قيل إنهم صعدوا إلى الجبل هربًا من القوم.
(٤) صحيح: أخرجه البخاري (٤٠٦٣)، كتاب: المغازي، باب: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢)} [آل عمران: ١٢٢].
(٥) نثل كنانته: أي نثر كنانته واستخرج ما بها من السهام، والكنانة: جُعبة السهام.
(٦) متفق عليه: أخرجه البخاري (٤٠٥٥)، كتاب: المغازي، باب: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢)} [آل عمران: ١٢٢]، ومسلم=

<<  <   >  >>