الرويبضة يتكلم في أمر العامة، وما ذلك إلا لأنهم قُدّموا في الوقت الذي أخّر فيه العلماء العاملون الربانيون، فلا يُسمع منهم ولا يُؤئبه لهم.
ثم إنه لا سبيل للخروج مما نحن فيه إلا باتباع الأوائل، فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلى ما أصلح أولها.
ولن يتأتى ذلك الاتباع إلا بالعلم والتعلم، وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك.
واعلم أخي- حفظك الله- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا أن الله عزّ وجلّ لن ينزع العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور العلماء، إنما ينتزعه- في آخر الزمان- بقبض العلماء، حتى إذا لم يجد الناس عالمًا اتخذوا رءوسًا جهالًا فسؤلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا وهذا ما نراه الآن يحدث بين أيدينا، فإن العالم من علمائنا يموت ولا نرى من يسد فراغه، إلا بقايا من أهل العلم تركهم الله عزّ وجلّ لنا نستنير بنورهم ونهتدي بهداهم، وهؤلاء وإن كانوا قلة، إلا أن بركتهم غزيرة والحمد لله.
فعليك- أخي الكريم- أن تبادر وتسارع في طلب العلم وأخذه عن العلماء، ولا تكْسل.
ولما كان طالب العلم في حاجة إلى دراسة سيرة الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - دراسة منهجية دقيقة؛ كي يتأسى به - صلى الله عليه وسلم -، ويستمد من خلقه وأدبه - صلى الله عليه وسلم - ورحمته بالعباد، وحلمه حتى مع غير المسلم.
أقول: لما كنا في حاجة إلى ذلك كله، قام فضيلة الشيخ/ وحيد بن عبد السلام بالي -حفظه الله- بوضع متن مختصر في سيرة الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -، يعين طالب العلم على دراسة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - دراسة تفصيلية دقيقة، بحيث إنه إذا قام بحفظ المتن حفظًا جيدًا متينًا، ثم قام بعد ذلك بدراسة شرحه دراسة متأنية دقيقة، فإنه يكون حينها قد ألمَّ بسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلمامًا واسعًا،