للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من فتح مكة، جمع مالك بن عوف النصري من بني نصر وجشم ومن سعد بن بكر وأوزاع من بني هلال وناسا من بني عمرو بن عاصم بن عوف بن عامر، وأوزعت معهم الأحلاف من ثقيف وبنو مالك، ثم سار بهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسار مع الأموال والنساء والأبناء، فلما سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الرحمن بن أبي حدرد الأسلمي فقال: اذهب فادخل بالقوم حتى تعلم لنا من علمهم. فدخل فمكث فيهم يوما أو يومين ثم أقبل فأخبره الخبر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب: "ألا تسمع ما يقول بن أبي حدرد" فقال عمر: كذب بن أبي حدرد. فقال بن أبي حدرد: إن كذبتني فربما كذبت من هو خير مني. فقال عمر: يا رسول الله ألا تسمع ما يقول بن أبي حدرد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد كنت يا عمر ضالا فهداك الله -عَزَّ وَجَلَّ-" ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صفوان بن أمية، فسأله أدراعا مائة درع وما يصلحها من عدتها، فقال أغصبًا يا محمَّد؟ قال: "بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك" ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سائرا.

[درجته: سنده صحيح، رواه الحاكم من طريقه الصحيح المشهور أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق، وابن إسحاق لم يدلس وعاصم تابعي ثقة وعالم بالمغازي، التقريب (٣٨٥) وعبد الرحمن بن جابر بن عبد الله الأنصاري أبو عتيق المدني تابعي ثقة تقريب التهذيب (٣٣٧). كما رواه أيضًا من طريق آخر (٢ - ٥٤): أخبرناه أحمد بن سهل الفقيه ببخارى حدثنا صالح بن محمَّد الحافظ حدثنا إسحاق بن عبد الواحد القرشي حدثنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن عكرمة عن بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعار من صفوان بن أمية أدرعا وسنانا في غزوة حنين فقال يا رسول الله أعارية مؤداة قال عارية مؤداة, وإسحاق بن عبد الواحد الموصلي محدث مكثر مصنف تكلم فيه بعضهم تقريب التهذيب (١٠٢)].

٦ - قال الإِمام أحمد بن حنبل (٦ - ٤٦٥): حدثنا يزيد بن هارون قال أنا شريك عن عبد العزيز بن رفيع عن أمية بن صفوان بن أمية عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعار منه يوم حنين أدراعا، فقال: أغصبا يا محمَّد؟ قال: "بل عارية مضمونة"، قال: فضاع بعضها فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضمنها له، قال: أنا اليوم يا رسول الله في الإِسلام أرغب.

<<  <   >  >>