للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انتصر لهذا القول وأطال الكلام جدًا على هذا الحديث (١) -قال: "هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله، فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك" (٢).

وممن أشار إلى هذا القول -أيضًا- وأثبت صفة الصورة لله تعالى بهذا الحديث:

إسحاق بن راهويه والإمام أحمد، فعن إسحاق الكوسج (٣) أنه قال: قلت لأحمد: (لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) (٤)، أليس تقول بهذه الأحاديث؟ قال أحمد: صحيح.


(١) في كتابه الذي يرد فيه على الرازي واسمه: (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية) أو (نقض تأسيس الجهمية)، وقد طبع منه مجلدان كبيران بهذا العنوان، وأما بقية الكتاب فلا يزال مخطوطًا، وقد قام عدد من الباحثين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتحقيق الكتاب كاملًا، لكنه لم يطبع بعد.
وكلام ابن تيمية عن هذا الحديث في هذه البقية التي لم تطبع، وقد لخصه الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه: (عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن).
(٢) بيان تلبيس الجهمية، القسم السادس، تحقيق د. عبد الرحمن اليحيى (٢/ ٣٩٦).
(٣) هو أبو يعقوب إسحاق بن منصور بن بهرام المروزي، نزيل نيسابور، إمام فقيه حافظ حجة، طلب العلم ودوَّنه، وبرع واشتهر، وهو الذي دوَّن المسائل في الفقه عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، توفي رحمه الله سنة إحدى وخمسين ومائتين (٢٥١ هـ). [انظر: تاريخ بغداد (٦/ ٣٦٠)، وطبقات الحنابلة (١/ ٣٠٣)، والسير (١٢/ ٢٥٨)، وتذكرة الحفاظ (٢/ ٥٢٤)، وتقريب التهذيب (١/ ٨٥)، وشذرات الذهب (٢/ ١٢٣)].
(٤) أخرجه بهذا اللفظ -عن ابن عمر- ابن أبي عاصم في السنة (١/ ٢٢٩) ح (٥١٨)، والدارقطني في الصفات (٥٦) ح (٤٥)، وقال الألباني في ظلال الجنة: "حديث صحيح وإسناده ضعيف".
وأخرجه الآجري في الشريعة (٣/ ١١٥١) ح (٧٢٢) من طريق أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>