للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجوزي (١) والنووي (٢)، والأبي (٣) وابن حجر (٤) وابن عثيمين (٥) وغيرهم (٦).

قال ابن قتيبة في بيان معنى الحديث: "يعني: حين دعي للإطلاق من الحبس، بعد الغمِّ الطويل، فقال للرسول: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}، ولم يخرج من الحبس في وقته، يصفه بالأناة والصبر، وقال: لو كنت مكانه، ثم دُعيت إلى ما دُعي إليه من الخروج من الحبس، لأجبت ولم أتلبث، وهذا جنس من تواضعه، لا أنه كان عليه لو كان مكان يوسف فبادر وخرج، أو على يوسف لو خرج من الحبس مع الرسول: نقص ولا إثم، وإنما أراد أنه لم يكن يستثقل محنة الله -عَزَّ وَجَلَّ- له، فيُبادر ويتعجل، ولكنه كان صابرًا محتسبًا" (٧).

وقال الطحاوي: "وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ولو لبثت في السجن مثل ما لبث يوسف، لأجبت الداعي) أي: لأن يوسف لما جاءه الداعي، قال له: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ} أي: كنت أجبت الداعي، لأن في ذلك خروجي من السجن الذي كنت فيه" (٨).

وقال البغوي بعد ذكره للحديث: "وصف يوسفَ بالأناة والصبر، حيث لم يبادر إلى الخروج حين جاءه رسول الملك -فِعْل المذنب الذي يُعفى عنه- مع طول لبثه في السجن، بل قال: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا


(١) انظر: كشف المشكل (٣/ ٣٥٩).
(٢) انظر: شرح صحيح مسلم (٢/ ٥٤٣ - ٥٤٤).
(٣) انظر: إكمال إكمال المعلم (١/ ٤٣٧).
(٤) انظر: فتح الباري (٦/ ٤١٣).
(٥) انظر: تفسير القرآن الكريم (٣/ ٣٠٥).
(٦) انظر: جامع البيان (٧/ ٢٣٢ - ٢٣٣)، وشرح صحيح البخاري لابن بطال (٩/ ٥٢٤)، وتفسير القرآن العظيم (٢/ ٧٤٤)، والجامع لأحكام القرآن (٩/ ٢٠٦ - ٢٠٧)، وفتح القدير (٣/ ٣٣)، وتحفة الأحوذي (٨/ ٥٤٠)، ومنة المنعم (٤/ ٦٣).
(٧) تأويل مختلف الحديث (٩٣).
(٨) شرح مشكل الآثار (تحفة ١/ ١٨٧).

<<  <   >  >>