للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابن كثير (١)، وابن أبي العز (٢)، وابن حجر (٣)، وغيرهم كثير.

قال ابن القيم رحمه الله: "كان الإسراء مرة واحدة، وقيل: مرتين: مرة يقظة ومرة منامًا، وأرباب هذا القول كأنهم أرادوا أن يجمعوا بين حديث شريك وقوله: (ثم استيقظت) وبين سائر الروايات، ومنهم من قال: بل كان هذا مرتين: مرة قبل الوحي لقوله في حديث شريك: ( ... قبل أن يوحى إليه)، ومرة بعد الوحي كما دلت عليه سائر الأحاديث، ومنهم من قال: بل ثلاث مرات: مرة قبل الوحي، ومرتين بعده، وكل هذا خبط، وهذه طريقة ضعفاء الظاهرية من أرباب النقل الذين إذا رأوا في القصة لفظة تخالف سياق بعض الروايات جعلوه مرة أخرى، فكلما اختلفت عليهم الروايات عددوا الوقائع، والصواب الذي عليه أئمة النقل: أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة.

ويا عجبًا لهؤلاء الذين زعموا أنه مرارًا، كيف ساغ لهم أن يظنوا أنه في كل مرة تفرض عليه الصلاة خمسين، ثم يتردد بين ربه وبين موسى حتى تصير خمسًا، ثم يقول: (أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي)، ثم يعيدها في المرة الثانية إلى خمسين، ثم يحطها عشرًا عشرًا؟ ! " (٤).

ومن الأدلة على أن الإسراء كان يقظةً لا منامًا، وأنه كان بجسده وروحه (٥):

١ - ظاهر القرآن حيث قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا


(١) انظر: تفسير القرآن العظيم (٣/ ٣٨، ٣٩)، والبداية والنهاية (٣/ ١١٢).
(٢) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (٢٧٣).
(٣) انظر: فتح الباري (١/ ٤٦٠)، و (٧/ ٢١٨).
(٤) زاد المعاد (٣/ ٤٢)، وانظر: تفسير القرآن العظيم (٣/ ٣٨).
(٥) انظر: جامع البيان (٨/ ١٦)، والشريعة للآجري (٣/ ١٥٣٩)، والحجة في بيان المحجة (١/ ٥٤٠)، والمعلم (١/ ٢٢٠)، والشفاء (١١٣)، والجامع لأحكام القرآن (١٠/ ٢٠٨)، وتفسير القرآن العظيم (٣/ ٣٩)، والبداية والنهاية (٣/ ١١٢)، وشرح العقيدة الطحاوية (٢٧٦)، وفتح الباري (١/ ٤٦٠)، و (٧/ ٢١٨).

<<  <   >  >>