للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩)} [البقرة: ١٥٩].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فقد لعن كاتمه -يعني: العلم- وأخبر أنه بينه للناس في الكتاب، فكيف يكون قد بينه للناس وهو قد كتم الحق وأخفاه، وأظهر خلاف ما أبطن؟ فلو سكت عن بيان الحق كان كاتمًا، ومن نسب الأنبياء إلى الكذب والكتمان مع كونه يقول: إنهم أنبياء، فهو من أشر المنافقين وأخبثهم، وأبينهم تناقضًا" (١).

- وقال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧)} [القمر: ١٧].

قال ابن القيم: "تيسيره للذكر يتضمن أنواعًا من التيسير:

إحداها: تيسير ألفاظه للحفظ.

الثاني: تيسير معانيه للفهم.

الثالث: تيسير أوامره ونواهيه للامتثال.

ومعلوم أنه لو كان بألفاظ لا يفهمها المُخَاطَبُ، لم يكن ميسرًا له، بل كان معسرًا عليه، فهكذا إذا أُريد من المُخَاطَبِ أن يفهم من ألفاظه ما لا يدل عليه من المعاني، أو يدل على خلافه، فهذا من أشد التعسير، وهو منافٍ للتيسير" (٢).

ومن أدلة السنة على أن الأصل في النصوص حملها على ظاهرها:

- قوله -صلى الله عليه وسلم-، كما في حديث العِرْبَاضِ بن سارية -رضي الله عنه-: (تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلَّا هالك) (٣).


(١) مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٦٥).
(٢) الصواعق (١/ ٣٣١ - ٣٣٢).
(٣) أخرجه ابن ماجه (١/ ١٦) ح (٤٣)، وأحمد (٢٨/ ٣٦٧) ح (١٧١٤٢)، والحاكم (١/ ١٧٦) ح (٣٣١)، وابن أبي عاصم في السنة (١/ ٢٦) ح (٤٨)، وصححه الألباني في تخريجه للسنة.

<<  <   >  >>