للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فذكر حديثًا طويلًا في ذكر الدجال وصفته، وقَتْلِ عيسى عليه السلام له، وخروج يأجوج ومأجوج، وحصول البركة للناس في زمن عيسى عليه السلام، ثم قال: (فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحًا طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون (١) تهارج الحُمُر، فعليهم تقوم الساعة)، رواه مسلم (٢).

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى)، فقلت: يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)} [التوبة: ٣٣] أن ذلك تامًا، قال: (إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحًا طيبة، فتَوَفَّى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم)، رواه مسلم (٣).

قال القرطبي: "هذا غاية في البيان في كيفية انقراض هذا الخلق وهذه الأزمان، فلا تقوم الساعة وفي الأرض من يعرف الله، ولا من يقول: الله الله" (٤).

وأما القول الثاني -وهو ما ذهب إليه ابن بطال-: وهو أن الساعة تقوم على الأشرار والأخيار، وأن حديث: (إن من شرار الناس من تدركهم


(١) قال النووي: "أي: يجامع الرجال النساء بحضرة الناس، كما يفعل الحمير، ولا يكترثون لذلك". [شرح النووي على مسلم (١٨/ ٢٨٣ - ٢٨٤)، وانظر: المجموع المغيث (٣/ ٤٩١)، والنهاية (٥/ ٢٥٧)].
(٢) صحيح مسلم: كتاب الفتن، باب: ذكر الدجال وصفته وما معه (١٨/ ٢٧٧) ح (٢٩٣٧).
(٣) صحيح مسلم (١٨/ ٢٥٠) ح (٢٩٠٧).
(٤) التذكرة (٢/ ٥٩٦).

<<  <   >  >>