منه أن من أحصى هذا العدد فهو موعود بدخول الجنة، ولم يرِد حديث صحيح في تعيين هذه الأسماء التسعة والتسعين.
- أن معنى الإحصاء في الحديث المتقدم: حفظها وفهم معانيها والتعبد لله تعالى بمقتضاها.
- أن الملل صفة ثابتة لله تعالى على ما يليق بجلاله وكماله، لكن لا يوصف الله تعالى بها على وجه الإطلاق، وإنما بالقيد المذكور في الحديث:(لا يمل الله حتى تملوا) شأنها شأن بقية الصفات التي لا يوصف الله تعالى بها على وجه الإطلاق، كالمكر والخداع والاستهزاء والكيد ... وتفسير الملل بلازمه وهو الترك، لا ينبغي أن يكون طريقًا لنفي الصفة، ولا يعني هذا عدم إثبات اللازم، فلازم الحق حق.
- أن حديث:(إن الله عزَّ وجلَّ يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني ... ) قد بين الله تعالى فيه مراده وأوضح مقصوده -كما في بقية الحديث- بما يرفع الإشكال ويدفع الاشتباه، فبين أن العبد هو الذي مرض واستطعم واستسقى.
- أن أهل السنة والجماعة لم يختلفوا في إثبات صفة الصبر لله تعالى، ومعناها عندهم: الذي لا يعاجل العصاة بالعقوبة، بل يزيد على ذلك أن يحسن إليهم فيعافيهم ويرزقهم.
- إثبات صفة التردد لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كما فى دل على ذلك قوله تعالى -في الحديث القدسي-: (وما ترددت في شيء أنا فاعله ... )، مع القطع بأن تردده سبحانه ليس كتردد المخلوق، فإذا كان منشأ التردد عند المخلوق قد يكون لعدم الجزم بأحد الطرفين أو عدم العلم بعواقب الأمور، فإن تردد الله تعالى ليس كذلك، بل الحديث يدل على نفي هذه المعاني عن الله تعالى، وتردده سبحانه قد جاء مفسرًا في الحديث نفسه حيث قال:(يكره الموت وأكره مساءته)، فهذا هو حقيقة تردده سبحانه وهو كون الفعل مرادًا له من وجه، ومكروهًا له من وجه.