للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفائدة. وإذا كنت تحفظ اسم الراوي فلا بد لك من تصفح فهرس أجزاء الكتاب وتبلغ صفحاته ثلاثة وعشرين صحيفة، فلو تحملت هذه المشقة وعثرت على اسم الراوي، فلا بد لك من قراءة مسند هذا الراوي من أوله حتى تجد الحديث فربما لا تجده إلا في آخره، وفي هذا عناء شديد ولا سيما إذا كان الراوي من ذوي المسانيد الطويلة كمسند أبي هريرة وعائشة وابن عباس وأنس وجابر بن عبد الله وابن عمر وأمثالهم، فكل مسند من مسانيد هؤلاء يصح أن يكون كتابا مستقلا. هذه المصاعب كلها تعترضك في البحث عن حديث واحد، فما بالك إذا اعتراك موضوع يفتقر الى جملة أحاديث؟ لا شك أنك تترك الموضوع أو أنك تبحث عنه في كتاب آخر أقرب تناولا. هذا ما صرف المتأخرين عن المسند وحرمهم من الانتفاع بخبايا مكنوناته، إلى غيره من الكتب الأخرى المرتبة على الأبواب. (نعم) إن ترتيب المسند على مسانيد الصحابة كان مفيدا في القديم، وقد سبق الامام أحمد بهذه الطريقة عبيد الله بن موسى العبسي وأبو داود الطيالسي وغيرهما وكان غرضهم بذلك رحمهما الله تدوين الحديث ليحفظ ولفظه ويستنبط منه الحكم، وكان الناس إذ ذاك لهم اعتناء شديد بحفظ الأحاديث وكان الرجل يحفظ مسند الصحابي كما يحفظ السورة من القرآن، ذلك لأن القوم كان اعتمادهم على الحفظ والاستظهار فهم يعلمون موضع الحديث من الكتاب وموانع الاحاديث المتشابه من ذلك (أما الآن وقد صار اعتماد الناس على الضبط الكتابي فقد وقف ذلك حائلا دون الانتفاع بكتاب عظيم وأصل كبير كالمسند، ومازال (١) المسند منذ ألف إلى اليوم درة في


(١) " ومازال المسند منذ ألف إلى اليوم درة في صدفها > هذا الكلام يشير الى أن المسند لم تمد اليه يد بعمل من ترتيب منذ ألف الى اليوم فإن قيل كيف هذا؟ وقد ثبت أن بعض المحدثين رتبه على معجم الصحابة وبعضهم رتبه على حروف المعجم (قلت): نعم، وقد ثبت أيضا أن بعضها لم يتم وبعضها وبعضها عدم في فتنة تيمورلنك بدمشق قاله الحافظ. (قلت): ولم أقف على شيء من ذلك الا بعض أجزاء ناقصة مخطوطة بدار الكتب المصرية

<<  <  ج: ص:  >  >>