للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليكم فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإنَّ الله لا يملُّ حتَّى تملُّوا، قال وكانت عائشة تقول إنَّ أحب الأعمال إلى الله أدومها وإنَّ قلَّ.

(١١١٠) خط عن شريح بن عبيد الحضرمىِّ يردُّه إلى أبى ذر رضى الله عنه قال لماَّ كان العشر الأواخر اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المسجد فلمَّا صلَّى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاة العصر من يوم اثنين وعشرين قال إنَّا قائمون اللَّيلة إن شاء الله، فمن شاء منكم أن يقوم فليقم، وهى ليلة ثلاث وعشرين، فصلاَّها


قيام رمضان (١) بهمزة وصل وفتح اللام يقال كلفت بهذا الأمر أكلف به اذا ولعت به وأحببته، والمعنى ادا أحببتم شيئا من أعمال الخير فلا تفرطوا فى العمل بل راعوا فيه جانب الاقتصاد خوفًا من الملل، فان الله لا يمل حتى تملوا (قال الحافظ ابن الأثير) معناه ان الله لا يلم أبدًا مللتم أو لم تملوا، فجرى مجرى قولهم حتى يشيب الغراب ويبيض القار، وقيل معناه إن الله لا يطَّرحكم حتى تتركوا العمل وتزهدوا فى الرغبة اليه، فسمى الفعلين مللا وكلاهما ليسا بملل كعادة العرب فى وضع الفعل موضع الفعل اذا وافق معناه نحو قولهم
ثم أضحوا لعب الدهر بهم ... وكذاك الدهر يودى بالرجال
فجعل إهلاكه إياهم لعبًا، وقيل معناه إن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله فسمى فعل الله مللا على طريق الازدواج فى الكلام كقوله تعالى {وجزاء سيئة سيئة مثلها} وقوله {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} وهذا باب واسع فى العربية كثير فى القرآن (نه) (٢) ظاهر قوله وكانت عائشة تقول "إن أحب الأعمال الخ" أنه من قولها وليس كذلك، فقد روى مرفوعًا فى روايات أخرى عند الأمام أحمد والشيخين وغيرهم، ومعناه أن العمل الدائم وإن كان قليلا خير من العمل الكثير المنقطع، وإنما كان القليل الدائم خيرًا من الكثير المنقطع لأنه بدوا القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والأخلاص والأقبال على الخالق سبحانه وتعالى ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافًا كثيرة (تخريجه) رواه محمد بن نصر من حديث عائشة أيضا ومسلم والأمام أحمد أيضًا وغيرهما من حديث زيد بن ثابت
(١١١٠) "خط" حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو اليمان ثنا صفوان بن عمرو

<<  <  ج: ص:  >  >>