أو أقل من ذلك أو أكثر فيصلُّون بصلاته قالت فأمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من ذلك أن أنصب له حصيرًا على باب حجرتى ففعلت فخرج إليه رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم بعد أن صلَّى العشاء الآخرة قالت فاجتمع إليه من فى المسجد فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلًا طويلًا ثمَّ انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل وترك الحصير على حاله فلمَّا أصبح النَّاس تحدَّثوا بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن كان معه فى المسجد تلك اللَّيلة قالت وأمسى المسجد راجًّا بالنَّاس فصلَّى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة ثمَّ دخل بيته وثبت النَّاس قالت فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأن النَّاس يا عائشة؟ قالت فقلت له يا رسول الله سمع النَّاس بصلاتك البارحة بمن كان فى المسجد فحشدوا لذلك لتصلِّى بهم قالت فقال اطوعنَّا حصيرك يا عائشة قالت ففعلت وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم غير غافل وثبت النَّاس مكانهم حتَّى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصُّبح فقالت فقال أيُّها النَّاس أما والله ما بتُّ والحمد لله ليلتى هذه غافلًا وما خفى علىَّ مكانكم ولكنىِّ تخوَّفت أن يفترض
الجماعات المتفرقة لا واحد له من لفظه، قال ابن عبد البر وهم العزون، قال تعالى {عن اليمين وعن الشمال عزين} وفى الحديث "ما لى أراكم عزين" اهـ (قلت) ويؤيد ذلك تفسير عائشة رضى الله عنها بقولها "يكون مع الرجل شئ من القرآن الخ" (١) لفظ أبى داود "فأمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت له حصيرًا فصلى عليه" والمعنى أنها بسطت له حصيرًا على باب حجرتها ليصلى عليه كما صرح بذلك فى رواية أخرى عند الأمام أحمد ومحمد بن نصر، والحصير ما ينسج من سعف النخل، وتقدم تفسيره بأوضح من هذا فى حديث رقم ٤٠٩ (٢) أى غاصا بالناس ذا حركة شديدة (٣) يريد بذلك إعلامهم بأنه غير خارج اليهم (٤) تعنى أنه صلى الله عليه وسلم ما غفل عن صلاته التى كان يصليها كل ليلة وثنائه وأذكاره بل أدى كل ذلك فى بيته (٥) أى ما خفى علىّ حالكم وما أنتم عليه ولكنى خشيت أن يفترض عليكم