(١١١١) عن جبير بن نفير الحضرمىِّ عن أبى ذرّ رضى الله عنه قال صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا شيئًا من الشَّهر حتَّى بقى سبع فقام بنا حتَّى ذهب نحو ثلث اللَّيل ثمَّ، لم يقم بنا اللَّيلة الرَّابعة وقام بنا اللَّيلة التى تليها حتَّى ذهب نحو من شطر اللَّيل، قال فقلنا يا رسول الله لو نفَّلتنا بقيَّة ليلتنا هذه، قال إن الرَّجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف حسب له بقيَّة ليلته، ثمَّ لم يقم بنا السَّادسة وقام بنا السَّابعة، وقال: وبعث إلى أهله واجتمع النَّاس فقام بنا حتَّى خشينا أن يفوتنا الفلاح قال قلت وما الفلاح؟ قال السُّحور
(١١١١) عن جبير بن نفير (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن داود بن أبى هند عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشى عن جبير بن نفير "الحديث" (غريبه) (١) أى سبع ليال من رمضان فصلى ليلة الثالث والعشرين نظرًا الى المتيقن وهو أن الشهر تسع وعشرون (٢) يعنى الرابعة والعشرين (وقوله) وقام بنا الليلة التى تليها يعنى الخامسة والعشرين (٣) بتشديد الفاء وتخفيفها، والنفل فى الأصل الغنيمة والهبة ونفله النفل وأنفله أعطاه إياه، والمراد هنا لو قمت بنا طول ليلتنا ونفلتنا من الأجر الذى يحصل من ثواب الصلاة (٤) يعنى السادسة والعشرين، وقوله وقام بنا السابعة، يعنى السابعة والعشرين (٥) يريد أنه أطال بهم القيام حتى خافوا فوات السحور، قال الخطابى أصل الفلاح البقاء، سمى السحور فلاحًا إذ كان سببًا لبقاء الصوم ومعينًا عليه أى انه معين على إتمام الصوم المفضى الى الفلاح والفوز بالسعادة فى الدار الآخرة (وقوله ما الفلاح) يعنى أن جبير بن نفير قال لأبى ذرّ رضى الله عنه (ما الفلاح؟ قال السحور) وهو بضم السين تناول الطعام وبفتحها اسم لما يتسحر به من الطعام والشراب، قال فى النهاية وأكثر ما يروى بالفتح، وقيل إن الصواب بالضم لأنه بالفتح الطعام، والبركة والأجر والثواب فى الفعل لا فى الطعام اهـ وفى اهتمام النبى صلى الله عليه وسلم بالقيام فى هذه الليلة وتطويله وبعثه الى أهله وأقاربه إشعار بأنها ليلة القدر، وأكثر الأحاديث الصحيحة تدل على ذلك (تخريجه) (ك. هق. والأربعة) وصححه الحاكم والترمذي