للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهرًا أكثر من صيامه فى شعبان كان يصومه إلاَّ قليلًا


وقد روي هذا الحديث بلفظ آخر عند الشيخين والأمام أحمد وأبى داود والنسائى عن عائشة قالت "كان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه فى شعبان" والحكمة فى إكثاره صلى الله عليه وسلم الصوم فى شعبان والأكثار منه من كتاب الصيام إن شاء الله تعالى) عن أسامة بن زيد قال "قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال الى رب العالمين فأحب أن يرفع عملى وأنا صائم" يشير بذلك الى أنه لماَّ اكتنفه شهران عظيمان اشتغل الناس بهما فصار مغفولا عنه، فأراد صلى الله عليه وسلم بصيام ذلك حوز فضيلته وتنبيههم على كانوا عنه يغفلون (تخريجه) (ق. وغيرهما) (وفى الباب) عن محمد بن نصر قال حدثنا محمد بن حميد الرازى حدثنا يعقوب بن عبد الله حدثنا عيسى بن جارية عن جابر قال "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رمضان ليلةً ثمان ركعات والوتر، فلما كان من القابلة اجتمعنا فى المسجد ورجونا أن يخرج الينا فلم يزل فيه حتى أصبحنا قال انى كرهت وخشيت أن يكتب عليكم الوتر" ورواه ابن خزيمة وابن حبان فى صحيحيهما (الأحكام) فى أحاديث الباب جواز صلاة التراويح جماعة ولو بنساء من اهله فى بيته لأقرار النبى صلى الله عليه وسلم أبياّ على ذلك، وفيها أيضا جواز صلاتها ثمان ركعات أربعا وأربعًا ويوتر بثلاث أو عشرًا ثنتين ينتين ويوتر بواحدة وكان هذا فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافة أبى بكر وصدر خلافة عمر ثم زيدت فى عهد عمر، فقد روى البيهقى باسناد صحيح عن السائب بن يزيد رضى الله عنه قال كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى شهر رمضان بعشرين ركعة، وروى الأمام مالك رحمه الله فى الموطأ عن يزيد بن رومان قال كان الناس يقومون فى زمن عمر رضى الله عنه بثلاث وعشرين ركعة، وفى رواية باحدى عشرة ركعة، قال البيهقى يجمع بين الروايات بأنهم كانوا يقومون باحدى عشرة ثم قاموا بعشرين وأوتر بثلاث، ويزيد بن رومان لم يدرك اهـ والى هذا الأخير ذهب (أبو حنيفة والثورى والشافعى وأحمد) والجمهور، ورواه ابن أبى شيبة فى مصنفه عن عمرو وعلىّ وأبىّ وشكيل بن شكل وابن أبى مليكة والحارث الهمدانى وأبى البخترى، قال ابن عبد البر وهو قول جمهور العلماء وهو الاختيار عندنا، وعدُّوا ما وقع فى زمن عمر رضى الله عنه كالأجماع، وفى مصنف ابن أبى شيبة وسنن البيهقي عن ابن عباس رضي الله

<<  <  ج: ص:  >  >>