عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم يصلى فى رمضان فى غير جماعة بعشرين ركعة والوتر، لكن ضعفه البيهقى وغيره برواية أبى شيبة جد ابن أبى شيبة (واختار مالك) رحمه الله أن يصلى ستًا وثلاثين ركعة غير الوتر، قال إن عليه العمل بالمدينة، وفى مصنف ابن أبى شيبة أيضا عن داود بن قيس قال أدركت الناس بالمدينة فى زمن عمر بن عبد العزيز وأبان بن عثمان يصلون ستًا وثلاثين ركعة ويوترون بثلاث، وقال صالح مولى التوأمة أدركت الناس يقومون باحدى وأربعين ركعة يوترون منها بخمس، قال ابن قدامة فى المغنى وصالح ضعيف ثم لا يدرى من الناس الذين أخبر عنهم فلعله قد أدرك جماعة من الناس يفعلون ذلك وليس ذلك يحجة، ثم لو ثبت أن أهل المدينة كلهم فعلون لكان ما فعله عمر رضى الله عنه وأجمع عليه الصحابة فى عصره أولى بالاتباع اهـ وروى محمد بن نصر من طريق عطاء قال أدركتهم فى رمضان يصلون عشرين ركعة وثلاث ركعات الوتر، قال الحافظ والجمع بين هذه الروايات ممكن باختلاف الأحوال، ويحتمل أن ذلك الاختلاف بحسب تطويل القراءة وتخفيفها فحيث تطول القراءة تقلل الركعات وبالعكس، وبه جزم الداودى وغيره، قال والاختلاف فيما زاد على العشرين راجع الى الاختلاف فى الوتر، فكأنه تارة يوتر بواحدة وتارة بثلاث (وقال مالك) الأمر عندنا بتسع وثلاثين وبمكة بثلاث وعشرين (يعنى بالوتر وهو ثلاث ركعات) قال وليس فى شئ من ذلك ضيق اهـ وقال الحليمى فقام بست وثلاثين فحسن أيضا، لأنهم إنما أرادوا بما صنعوا الاقتداء بأهل مكة فى الاستكثار من الفضل لا المنافسة كما ظن بعض الناس، قال ومن اقتصر على عشرين وقرأ فيها بما يقرؤه غيره فى ست وثلاثين كان أفضل؛ لأن طول القيام أفضل من كثرة الركوع والسجود، قيل والسر فى العشرين ان الراتبة فى غير رمضان عشر ركعات فضوعفت فيه لأنه وقت جد وتشمير اهـ وكان الأسود بن يزيد يصلى أربعين ركعة يوتر بسبع رواه ابن أبى شيبة، وقال الشافعى رحمه الله وليس فى شئ من هذا ضيق ولا حدّ ينتهى اليه لأنه نافلة، فان أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن وهو أحب إلىّ، وإن أكثروا الركوع والسجود فحسن اهـ قال الترمذى أكثر ما قيل أن يصلى إحدى وأربعين ركعة بركعة الوتر اهـ (قال الشوكانى) رحمه الله والحاصل أن الذى دلت عليه الأحاديث هو مشروعية القيام فى رمضان والصلاة فيه جماعة وفرادى، فقصر الصلاة المسماة بالتراويح على عدد معّين وتخصيصها بقراءة مخصوصة لم يرد به سنة اهـ (تنبيه) ولع بعض أئمة المساجد فى زماننا هذا بالسرعة فى صلاة التراويح سرعة تذهب بالخشوع وبرونق القراءة وتدبر معانيها بل وبالطمأنينة في الأركان؛ يقرأ الإمام