ابن الحارث أنَّ أباه عبد الله بن الحارث بن نوفل حدَّثه أنَّ أمَّ هانئ بنت بى طالب أخبرته أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم أتي بعد ما ارتفع النَّهار يوم الفتح فأمر بثوب فستر عليه فاغتسل، ثمَّ قام فركع ثمانى ركعات لا أدرى أقيامه فيها أطول أو ركوعه أو سجوده، كلُّ ذلك منه متقارب قالت فلم أره سبَّحها قبل ولا بعد
يونس عن ابن شهاب قال حدثنى عبيد الله بن عبد الله بن الحارث "الحديث" (١) هو عبد الله ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب مذكور فى الصحابة لكونه ولد على عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وبيّن ابن ماجه فى روايته وقت سؤال عبد الله بن الحارث عن ذلك ولفظه (سألت فى زمن عثمان والناس متوافرون) (٢) أى فتح مكة وكان ذلك فى سنة ثمان من الهجرة فى رمضان (٣) فيه وجوب التستر حال الغسل ان خشى رؤية الناس، واستحبابه ان كان خاليا، وهو قول الجمهور (٤) أى كانت صلاته صلى الله عليه وسلم متقاربة الأركان يقرب بعضها من بعض فى الزمن (٥) هذا النفى باعتبار ما وصل اليه علمها، فلا ينافى أنه صلى الله عليه وسلم صلى الضحى قبل يوم الفتح وبعده، والأحاديث فى هذا شهيرة كثيرة مر بعضها وسيأتى كثير منها (تخريجه) (ق. د. مذ. جه. ش. طب. وغيرهم) قال الحافظ واستدل بهذا الحديث على إثبات سنة الضحى، وحكى عياض عن قوم أنه ليس فى حديث أم هانئ دلالة على ذلك، قالوا وإنما هى سنة الفتح وقد صلاها خالد بن الوليد فى بعض فتوحاته كذلك، وقال عياض أيضًا بيس حديث أم هانئ بظاهر فى أنه صلى الله عليه وسلم قصد بها سنة الضحى، وإنما فيه أنها أخبرت عن وقت صلاته فقط، وقد قيل إنها كانت قضاءً عما شغل عنه تلك الليلة من حزبه فيه، وتعقبه النووى بأن الصواب صحة الاستدلال به (لما رواه أبو داود) وغيره من طريق كريب عن أم هانئ أن النبى صلى الله عليه وسلم "صلى سبحة الضحى" ولمسلم فى كتاب الطهارة من طريق أبى مرة عن أم هانئ فى قصة اغتساله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح "ثم صلى ثمان ركعات سبحة الضحى" (وروى ابن عبد البر) فى التمهيد من طريق عكرمة بن خالد عن أم هانئ قالت "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فصلى ثمان ركعات فقلت ما هذه؟ قال هذه صلاة الضحى" واستدل به على أن أكثر الضحى ثمان ركعات واستبعده السبكى، ووجِّه بأن الأصل في العبادة التوقف