للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقُهَ في دين الله عز وجل ونفعه الله عز وجل بما بعثني به ونفع به فعَلَّمَ وعَلِمَ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به

(٤) عن نافع بن عبد الحرث أنه لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعسفان وكان عمر استعمله على ملكه فقال له عمر من استخلفت على أهل الوادي؟ قال استخلفت عليهم ابن أبزى، قال وما ابن أبزى؟ فقال رجل من موالينا فقال عمر استخلفت عليهم مولى، فقال إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض قاض، فقال عمر رضي الله عنه أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين

(٥) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أهل اليمن قدموا على رسول


الحديث بضم القاف من باب ظرف أي صار فقيها عالما، وبكسرها من باب تعب إذا فهم وعلم (والمعنى) أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا لما جاء به من الدين والعلم بالغيث العام أي المطر الكثير الذي يأتي الناس في حال احتياجهم إليه فكما أن الغيث يحيي البلد الميت فكذا علوم الدين تحيي القلب الميت ثم شبه السامعين له بالأرض المختلفة التي ينزل بها الغيث فمنهم العالم العامل المعلم فهو بمنزلة الأرض الطيبة التي قبلت الماء وأنبتت الكلأ ومنهم الجامع للعلم غير أنه لم يعمل به ولا اجتهاد له في الطاعة فهو يحفظه حتى يأتي طالب محتاج متعطش لما عنده من العلم فيأخذه منه فينتفع به وينفع غيره فهذا الذي جمع العلم ولم يعمل به بمنزلة الأرض الملساء التي أمسكت الماء ولم تنبت الكلأ فينتفع منها بالشرب، ومنهم الطائفة الثالثة المذمومة التي لم تقبل هدى الله تعالى ولم ترفع به رأسا فهي كالأرض التي لم تمسك الماء ولم تنبت الكلأ لعدم النفع بها والله أعلم {تخريجه} (ق نس)
(٤) وعن نافع بن عبد الحرث {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو كامل ثنا إبراهيم بن سعد ثنا ابن شهاب ح وحدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري المعنى عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحرث لقي عمر الحديث {تخريجه} (م جه)
(٥) وعن أنس بن مالك {سنده} حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>