للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٨) باب هل بأخذ القوم مصافّهم قبل الامام أم لا

عن عبد الله (يعنى ابن مسعودٍ رضى الله عنه) قال لقد رأيتنا وما تقام الصلَّاة حتَّى تكامل بنا الصُّفوف، فمن سرَّه أن يلقى الله عزَّ وجلَّ غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصَّلوات المكتوبات حيث ينادى بهنَّ فإنَّهنَّ من سنن الهدى وإنَّ الله عزَّ وجلَّ قد شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى


على مضاعفة ثواب المصلى في الصف الأول بالنسبة للصف الثانى وبمضاعفة ثواب المصلى في الصف الثانى بالنسبة للصف الثالث وهكذا، والحكمة في ذلك والله أعلم أن يبادر الناس إلى المسجد للصلاة مع الجماعة، لأنهم اذا علموا هذا الفضل تسابقوا اليه؛ وهؤلاء هم الذين نور الله بصيرتهم بنور الايمان ففهموا أسرار الشريعة فتسابقوا إلى الخيرات فجزاهم الله نعيم الجنات، جعلنا الله منهم (قال النووى رحمه الله) واعلم أن الصف الأول الممدوح الذي قد وردت الأحاديث بفضله والحث عليه هو الصف الذي يلى الامام سواء جاء صاحبه متقدماً أو متأخراً، وسواء تخلله مقصورة ونحوها أم لا، هذا هو الصحيح الذي يقتضيه ظواهر الأحاديث وصرح به المحققون، وقالت طائفة من العلماء الصف الأول هو المتصل من طرف المسجد إلى طرفه لا يتخلله مقصورة ونحوها، فان تخلل الذي يلى الامام شئ فليس بأول، بل الأول ما لا يتخلله شئ وإن تأخر، وقيل الصف الأول عبارة عن مجئ الإنسان إلى المسجد أوَّلاً وإن صلى في صف متأخر، وهذا القولان غلط صريح، وإنما أذكره ومثله لأنبه على بطلانه لئلا يغتر به والله أعلم اهـ (تنبيه) اذا ازدحم الناس على الصف الأول فخرج منه رجل كان فيه سابقا مراعيا الرأفة برجل ضعيف بجواره أو أكره على الخروج لضعفه وقوة جاره فاستسلم مراعيا حرمة المسجد أو نحو ذلك من المقاصد الحسنة كان له مثل أجر من فيه والله أعلم.
(١٤٨١) عن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك ثنا على بن الأثمر عن ابى الأحوص عن عبد الله "الحديث" (غريبه) (١) أي يؤَّذن بهن، فالمراد بالنداء الأذان (٢) روى بضم السين وفتحها وهما بمعنى متقارب أي طرائق الهدى والصواب، قاله النووى (تخريجه) (م. وغيره) إلا قوله "لقد رأيتنا وما تقام الصلاة حتى تكامل بنا الصفوف" وتقدم نحوه عن ابن مسعود أيضا في الباب الأول من ابواب صلاة الجماعة رقم ١٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>