زادك الله حرصًا ولا تعد (ومن طريقٍ ثانٍ) عن عبد الله العزيز بن أبى بكرة أنَّ أبا بكرة جاء والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم راكعٌ فسمع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم صوت نعل أبى بكرة وهو يحضر يريد أن يدرك الرَّكعة، فلما انصرف النَّبيُّ صلَّى عليه وآله وسلَّم قال من السَّاعة؟ قال أبو بكرة أنا، قال زادك الله حرصًا ولا تعد
زادك الله حرصا على الخير والمبادرة اليه" قال ابن المنير صوّب النبى صلى الله عليه وسلم فعل أبى بكرة من الجهة العامة وهى الحرص على إدراك فضيلة الجماعة، وخطّأه من الجهة الخاصة التى هى الركوع دون الصف أو الأسراع فى المشى الى لاصلاة (١) قال الحافظ ضبطناه فى جميع الروايات فتح أوله وضم العين من العود، وحكى بعض شراح المصابيح أنه روى بضم أوله وكسر العين من الأعادة؛ ويرجح الرواية المشهورة زيادة الطبرانى فى آخر الحديث (يعنى حديث أبى بكرة) "صل ما أدركت واقض ما سبقك" (وروى الطحاوى) باسناد حسن عن أبى هريرة مرفوعًا "اذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف" (ومعنى قوله ولا تعد) أى الى ما صنعت من السعى الشديد ثم الركوع دون الصف ثم المشى الى الصف وأنت راكع، وقد ورد ما يقتضى ذلك صريحا فى طرق حديثه وتقدم بعضها، وفى رواية حماد عند الطبرانى "أيكم دخل الصف وهو راكع" وتمسك المهلب بهذه الرواية فقال إنما قال له لا تعد لأنهمثل بنفسه فى مشيه راكعا، لأنها كمشية البهائم (٢) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الصمد ثنا بشار الخياط قال سمعت العزيز بن أبى بكرة "الحديث" (٣) الحضر بالضم العدو وأحضر يحضر فهو محضر اذا عدا وأسرع فى السير (وقوله من الساعى) أى من الذى جاء يسعى (تخريجه) (خ. نس. هق. والطحاوى) (الأحكام) حديث الباب يدل على أن من ركع دون الصف خشية فوات الركعة وجهلا بالحكم ثم مشى الى الصف فدخل فيه كما فعل أبو بكرة رضي الله عنه فلا إعادة عليه وصلاته صحيحة ويؤمر بعدم العود لمثل ذلك، أما اذا انفرد ولم يدخل فى الصف وصلى الصلاة كلها أو ركعة منها منفردا خلف الصف ففيه الخلاف المتقدم فى أحكام الباب السابق (قال ابن سيد الناس) ولا يعد حكم الشروع فى الركوع خلف الصف كحكم الصلاة كلها خلفه، فهذا أحمد بن حنبل يرى أن صلاة المنفرد خلف الصف باطلة، ويرى أن الركوع دون الصف جائز، قال وقد اختلف السلف فى الركوع دون الصف فرخص فيه زيد ابن ثابت وفعل ذلك ابن مسعود وزيد بن وهب، وروى عن سعيد بن جبير وأبي سلمة