للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه أنَّه قال تخلَّفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك فتبرَّز رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ رجع إلىَّ ومعى الإدارة قال فصببت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ استنثر قال يعقوب ثمَّ تمضمض ثمَّ غسل وجهه ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ أراد أن يغسل يديه قبل أن يخرجهما من كمَّى جبَّته فضاق عنه كماَّ ها فأخرج يده من الجبَّة فغسل يده اليمنى ثلاث مرَّاتٍ، ويده اليسرى ثلاث مرَّاتٍ، ومسح بخفَّية ولم ينزعها، ثمَّ عمد إلى النَّاس فوجدهم قد قدَّموا عبد الرَّحمن بن عوفٍ يصلِّى بهم، فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى الرَّكعتين فصلَّى النَّاس الرَّكعة الآخرة بصلاة عبد الرَّحمن، فلمَّا سلَّم عبد الرَّحمن قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمُّ صلاته فأفزع المسلمين فأكثروا التسبيح، فلمَّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل عليهم فقال أحسنتم وأصبتم ينبطهم أن صلَّوا الصَّلاة لوقتها


(١) زاد مسلم قبل صلاة الفجر (وقوله فتبرز) أى خرج الى البراز بفتح الباء الموحدة وهو الفضاء الواسع كنَّى به عن قضاء الحاجة، وزاد فى رواية الشيخين "فانطلق حتى توارى عنى ثم قضى حاجته" (٢) بكسر الهمزة إناء صغير من جلد يتخذ للماء (٣) يعنى أن يعقوب أحد الرواة قال فى روايته ثم تمضمض بدل قوله ثم استنثر (٤) الجبة بضم الجيم وشد الموحدة جمعها جبب وجباب وهى ضرب من مقطعات الثياب، وهذه الجبة كانت من صوف من جباب الروم أو شامية كما فى بعض الروايات (٥) يعنى أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يشمر كميه عن ذراعيه فلم يستطع من ضيق كمى الجبة فنزع يديه منها وأخرجهما من تحت الجبة فغسل يده اليمنى الخ (٦) بفتحات أى قصد جهتهم (٧) يعنى أن قيامه صلى الله عليه وسلم لاتمام الصلاة أفزع المسلمين، وإنما أفزعهم لكونهم علموا أنهم سبقوه صلى الله عليه وسلم بالصلاة كما فى رواية أبى داود "ففزع المسلمون فأكثروا التسبيح لأنهم سبقوا النبى صلى الله عليه وسلم بالصلاة" (٨) أى قضى الركعة التى فاتته (٩) أى أحسنتم فيما صنعتم وأصبتم، أى وافقتم الصواب لمبادرتكم بالصلاة فى أول وقتها وقال صلى الله عليه وسلم هذا تسكينا لفزعهم وتأنيسا لهم (وقوله يغبطهم) أى يتمنى لهم دوام هذه الحالة وهى المحافظة على الصلاة فى أول وقتها، ويروى يغبّطهم بتشديد الموحدة

<<  <  ج: ص:  >  >>