للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[وعيد من تعلم علما فكتمه]-

مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ

(٤٠) عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ عُلَمَاؤُهُ كَثِيرٌ وَخُطَبَاؤُهُ قَلِيلٌ مَنْ تَرَكَ فِيهِ عُشَيْرَ مَا يَعْلَمُ هَوَى أَوْ قَالَ هَلَكَ وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقِلُّ عُلَمَاؤُهُ وَيَكْثُرُ خُطَبَاؤُهُ مَنْ تَمَسَّكَ فِيهِ بِعُشَيْرِ مَا يَعْلَمُ نَجَا


ونحوه (وقوله خطباء) جمع خطيب والخطيب هو المتكلم عن القوم {تخريجه} (حب هق) وابن ابى الدنيا وزاد أبى الدنيا والبيهقى فى رواية لهما ويقرأون كتاب الله ولا يعملون به وأخرجه الشيخان بنحو حديث الباب عن أسامة بن زيد وفيه بعد قوله (فقلت من هؤلاء يا جبريل قال خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون) وهذا لفظ مسلم
(٤٠) عن ابى ذر {سنده} حدثنا عبدالله حدثنى ابى ثنا مُؤَمَّلٌ ثَنَا حَمَّادٌ ثَنَا حَجَّاجٌ الْأَسْوَدُ قَالَ مُؤَمَّلٌ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الصِّدِّيقِ يُحَدِّثُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ عَنْ رَجُلٍ عن ابى ذر الحديث {تخريجه} الحديث فى اسناده مبهم فلا يحتج به واورده السيوطى فى الجامع الصغير وعزاه للترمذى عن ابى هريرة بلفظ (إنكم فى زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك , ثم يأتى زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا) وبجانبه علامة الضعف وقال المناوى قال الترمذى غريب وقال ابن الجوزى واه اهـ (والمعنى) ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا فى زمان متصف بالامن وعز الاسلام وكثرة العلماء مع صيانتهم للعلم وحفظه وعدم الاكثار من التحديث به خوفا من الوقوع فى الرياء والخطأ فمن ترك فيه العمل بجزء يسير مما يعلم وقع فى الهلاك لأن الدين عزيز وفى أنصاره كثرة فالترك تقصير , ثم يأتى زمان ضعف فيه الاسلام ويقل فيه العلماء العاملون ويكثر فيه الخطباء المتشدقون ويكثر الظلم ويعم الفسق ويقل أنصار الدين وحينئذ من عمل من أهل ذلك الزمن بجزء يسير مما يعلم نجا لأنه المقدور ولا يكلف الله نفسا الا وسعها , والظاهر أن هذا فى مثل الامر بالمعروف والنهى عن المنكر أما أعمال الانسان الخاصة بنفسه فلا عذر له بالتقصير فيها فى أي زمن والله أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>