للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[فضل الأمة المحمدية على سائر الأمم]-

فيه تبعٌ (١) فلليهود غدًا (٢) وللنَّصارى بعد غدٍ، قال أحدهما بيد أنَّ، وقال آخرون بأيدٍ (٣) (وعنه من طريقٍ ثانٍ (٤) بنحوه وفيه) فاختلفوا فيه فجعله الله لنا عيدًا، فاليوم لنا (٥) وغدًا لليهود، وبعد غدٍ للنَّصارى (وعنه من طريقٍ ثالثٍ) (٦) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ الله كتب الجمعة على من قبلنا فاختلفوا فيها


ووكل إلى اجتهادهم لأ تامة شرائعهم فيه فاختلف اجتهادهم في تعينه ولم يهدهم الله له، وفرضه على هذه الأمة مبيناً ولم يكله الى اجتهادهم ففازوا بتفضيله (١) يعنى اليهود والنصارى، لأن الله عز وجل كتبه عليهم فأعرضوا عنه واختاروا غيره، فاختارت اليهود السبت وعظمته لمَّا كان فيه فراغ الخلق وظنت ذلك فضيلة توجب تعظيم اليوم، وعظمت النصارى الأحد لمَّا كان فيه ابتداء الخلق، أما نحن فهدانا الله ليوم الجمعة الذى فضله سبحانه وتعالى ورفع شأنه وجعله سيد أيام الأسبوع فعظمناه بالوحى والتعيين، وكلاهما عظَّم يومه بالقياس والتخمين، ومعلوم بلا شك أن يوم الجمعة أفضل من يومى السبت والأحد، والمفضول تابع والفاضل متبوع، فهم تبع لنا بهذا الاعتبار، وأيضاً لأن يوم الجمعة سابق ليومى السبت والأحد فهو أول الأسبوع شرعاً وما بعده من الأيام تابع له كما قال الحافظ بدليل تسمية الأسبوع كله جمعة، وأيضاً فهم تبع لنا يوم القيامة لأننا أول من يقضى لهم قبائل الخلائق؛ وقد جاء في صحيح مسلم وغيره ما يؤيد ذلك، روى مسلم بسنده عن أبى هريرة وحذيفة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضى لهم قبل الخلائق" ورواه البزار في مسنده بلفظ "المغفور لهم قبل الخلائق" (٢) أى فعيد اليهود غداً وعيد النصارى بعد غد (٣) يريد أن أحد رجال السندين رواه بلفظ بيد أن "وهذا هو المذكور في الصحيحين" لأن الأمام أحمد رحمه الله رواه بسندين أحدهما عن سفيان عن طاوس عن أبيه عن أبى هريرة؛ والثانى عن سفيان عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة، ورواه آخرون بِأيْد بفتح الهمزة وسكون التحتية أى بقوة وتقدم الكلام عليها والله أعلم (٤) {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابن إدريس قال سمعت الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة "الحديث" {غريبه} (٥) يعنى يوم الجمعة (وغداً لليهود) يعنى يوم السبت (وبعد غد للنصارى) يعنى يوم الأحد (٦) {سنده}

<<  <  ج: ص:  >  >>