للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[الرخصة فى كتابة الحديث]-

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا فَأَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي إِلَّا حَقٌّ

(٥٩) وعَنْ مُجَاهِدٍ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَا سَمِعْنَاهُ يَقُولُ

مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (يعنى بن العاص رضى الله عنهما) فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي وَلَا أَكْتُبُ بِيَدِي وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُ (وعنه من طريق أخر) (١) قال ليس احد اكثر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منى الا عبدالله بن عمرو فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب


وهو شيخ من اهل الشام وابنه عمرو بن عبدالواحد الدمشقى احد ائمة الحديث (قلت) واقره الذهبى
(٥٩) عن مجاهد والمغيرة {سنده} حدثنا عبدالله حدثنى ابى ثنا احمد بن عبدالملك بن واقد الحرانى قال حدثنى محمد بن سلمة عن محمد بن اسحق عن عمرو بن شعيب عن مجاهد والمغيره الخ (١) (اى عن ابى هريرة من طريق اخر {سنده} حدثنا عبدالله حدثنى ابى ثنا سفيان عن عمرو عن ابن منبه يعنى وهبا عن خيه سمعت ابى هريرة يقول ليس احد الخ {تخريجه} (خ مذ) الرواية الثانية منه وقال الحافظ فى الفتح عند الكلام عليها فى باب كتابة العلم وروى احمد والبيهقى فى المدخل من طريق عمرو بن شعيب عن مجاهد والمغيرة بن حكيم قالا سمعنا ابا هريرة يقول ما كان احد اعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منى فذكر الرواية الاولى من حديث الباب وقال اسناده حسن ثم قال ويستفاد منه ان النبى صلى الله عليه وسلم اذن فى كتابة الحديث عنه وهو يعارض حديث ابى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تكتبوا عنى شيئا غير القران) رواه مسلم والجمع بينهما ان النهى خاص بكتابة غير القران مع القران فى شئ واحد والاذن فى تفريقها او النهى متقدم والاذن ناسخ له عند الامن من الالتباس وهو اقربها مع انه لا ينافيها (وقال ايضا) قال العلماء كره جماعة من الصحابة والتابعين كتابة الحديث واستحبوا ان يؤخذ عنهم حفظا لكن لما قصرت الهمم وخشى الائمة ضياع العلم ودونوه واول من دون الحديث ابن شهاب الزهرى على راس المائة بأمر عمر بن عبدالعزيز ثم كثر التدوين. ثم التصنيف وحصل بذلك خير كثير

<<  <  ج: ص:  >  >>