كتابي هذا ولم تجده فلا تجزم بعدم وجوده فيه لأن فيه أحاديث كثيرة تشتمل على جملة أحكام لا تندرج تحت باب أودعتها في كتاب الأدب والمواعظ والحكم وجوامع الكلم من قسم الترغيب وهو آخر كتب القسم الرابع من أقسام الكتاب وفي كتاب الترهيب من الخصال من المعاصي معدودة وهو في القسم الخامس من أقسام الكتاب، وفي خطب النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في القسم الثالث من كتاب السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، فابحث فيه هذا الموضع تجد ضالتك ان شاء الله تعالى، على أنه ربما خطر ببالك أن الحديث محله باب والحال أنه وضع في غيره لمعنى لمعنى آخر فانظر سياق الحديث وما تضمنه من المعاني ثم ابحث عنه في مظانه فلا تحرم من وجوده ويندر أن تحتاج الى هذا والله الهادي.
المقصد الخامس في العمل في الأحاديث الطويلة التي تتضمن أحكاما كثيرة
جاء في المسند أحاديث طويلة تتضمن جملة أحكام تليق بأبواب متعددة فان وضع الحديث بطوله في كل باب طال به الكتاب، وان وضع في باب واحد ضاعت فائدته من الأبواب الأخرى، فرأيت في مثل هذا أن أضعه أولا بتمامه في أليق الأبواب به ثم أقطعه قطعا أوزعها على تلك الأبواب كل بما يناسبه مع الإشارة إليه كحديث علي رضي الله عنه الذي تضمن أذكار الصلاة من دعاء الإفتتاح الى ما يقال بعد السلام فإني ذكرته أولا بتمامه في باب إفتتاح الصلاة لأنه أليق الأبواب به كما ستراه ان شاء الله تعالى ثم وزعته على الأبواب الباقية فجعلت ما يختص بالركوع في باب الركوع، وما يختص بالسجود في باب السجود وهكذا الباقي، (فان كان) الحديث قصيرا وتضمن أكثر من حكم كررته في كل باب من أحكامه إن لم يوجد في الباب ما يغني عنه فان وجد ذكرته مرة واحدة في أليق الأبواب والله الموفق للصواب