للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[رفع العلم]-

فقال يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم وقبل أن يرفع العلم، وقد كان أنزل الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوءكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم) قال فكنا نذكرها كثيرا (١) من مسألته واتقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم قال فأتينا أعرابياً فرشوناه (٢) بردائنا قال فاعتم به حتى رأيت حاشية البرد خارجة من حاجبه الأيمن قال ثم قلنا له سل النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال له يا نبي الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها نساءنا وذرارينا؟ وخدمنا قال فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقد علت وجهه حمرة من الغضب، قال فقال أي ثكلتك أمك، وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وإن من ذهاب العلم أن يذهب حملته ثلاث مرار.


(١) هكذا بالأصل وفيه غموض وربما كان فيه حذف تقديره حذرين من مسألته أو نحو ذلك
(٢) الرشوة بكسر الراء وضمها مشددة الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة وأصلها من الرشا بكسر الراء الذي يتوصل به إلى الماء فالراشي يعطي الذي يعينه على الباطل والمرتشي الآخذ والرائش الذي بسعى بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا فأما ما يعطى توصلاً إلى أخذ حق أو دفع ظلم أو جلب منفعة شرعية كما هنا فغير داخل فيه (والرداء) هو الثوب أو البرد بضم الباء وسكون الراء الذي يضعه الإنسان على عاتقيه وبين كتفيه فوق ثيابه (وقوله حاشية البرد) أي حاشية الرداء وجمع البرد أبراد وبرود والبردة الشملة المخططة وقيل كساء أسود مربع فيه صفر تلبسه الأعراب وجمعها برد بالضم (نه) (تخريجه) (طب) وفي إسناده علي بن يزيد الألهاني قال الحافظ في التقريب ضعيف

<<  <  ج: ص:  >  >>