للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[شيء من قصيدة أبي طالب - والتوسل بآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم]-

.....


أبي طالب المشار إليها قالها لمَّا تمالأت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم ونفَّروا عنه من يريد الإسلام
أولها لما رأيت القوم لا ودّ فيهم .... وقد قطعوا كل العرى والوسائل
ومنها أعبد مناف أنتم خير قومكم ... فلا تشركوا في أمركم كل واغل
ومنها وما ترك قوم لا أبّا لك سيدًا ... يحوط الذمار بين بكر بن وائل
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاَّك من آل هاشم .... فهم عنده في نعمة وفواضل
قال السهيلي فإن قيل كيف قال أبو طالب يستسقى الغمام بوجهه ولم يره قط استسقى، إنما كان ذلك من بعد الهجرة، وأجاب بما حاصله أن أبا طالب أشار إلى ما وقع في زمن عبد المطلب حيث استسقى لقريش والنبي صلى الله عليه وسلم معه غلام أهـ (قال الحافظ) ويحتمل أن يكون أبو طالب مدحه بذلك لما رأى من مخايل ذلك فيه وإن لم يشاهد وقوعه أهـ (وفي الباب) عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقينا" قال فيسقون (رواه البخاري) وظاهر قوله " كان إذا قحطوا استسقى بالعباس" أنه فعل ذلك مراراً كثيرة كما يدل عليه لفظ كان، فإن صح أنه لم يقه منع ذلك إلا مرة واحدة كانت كان مجردة عن معناها الذي هو الدلالة على الاستمرار (وقد بين الزبير ابن بكار في الأنساب) صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة والوقت الذي وقع فيه ذلك فاخرج بإسناده أن العباس لما استسقى به عمر قال " اللهم أنه لا ينزل بلاء إلا بذنب وبلم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث" فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس (وأخرج أيضًا) من طريق داود بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب وذكر الحديث وفيه "فخطب الناس عمر فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه العباس واتخذوا وسيلة إلى الله (وفيه) فما يرجوا حتى أسقاهم الله" (وأخرج البلاذري) من طريق هشام بن سعد عن زيد لن أسلم فقال عن أبيه بدل ابن عمر فيتحمل أن يكون لزيد فيه شيخان (وذكر ابن سعد) وغيره أن عام الرمادة كان سنة ثماني عشرة، وكان ابتداؤه مصدر الحاج منها ودام تسعة أشهر؛ والرمادة بفتح الراء وتخفيف الميم سمي العام بها لما حصل من شدة الجدب فأغبّرت الأرض جدًا من عدم المطر (الأحكام) حديث الباب مع ما ذكر في الشرح يدل على ما لنبينا صلى الله عليه وسلم من المعجزات الباهرة والمفاخر

<<  <  ج: ص:  >  >>