للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[تفسير الأنواء - وكفر من قال مطرنا بنوء كذا]-

(٧) باب اعتقاد أن المطر بيد الله ومن خلقه وابداعه وكفر من قال مطرنا بنوء كذا

(١٧٢٦) عن زيد بن خالدٍ الجهنيِّ رضي الله عنه قال صلَّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصُّبح بالحديبية على إثر سماءٍ كانت من الَّيل، فلمَّا انّصرف أقبل على النَّاس، قال هل تدرون ماذ قال ربُّكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال أصبح من عبادي مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب ومؤمنٌ بالكوكب كافرٌ بي، فأمَّا من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب، وأمَّا من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب


الظاهرة التي لا يبلغها أحد من خلف الله عز وجل مهما عظم (وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) (وفيها أيضًا) استخباب الاستشفاع بأهل الصلاح والتقوى وأهل بيت النبوة (وفيها) فضل العباس وفضل عمر لتواضعه للعباس رضي الله عنهما ومعرفته بحقه (وفيها) بيان ما كان عليه أبو طالب من الفصاحة والكرم والعطف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيأتي بسط الكلام على أبي طالب في وفاته من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى والله أعلم.
(١٧٢٦) عن زيد بن خالد الجهني (سنده) حدقنا عبد الله حدثني أي قال قرأت على عبد الرحمن عن مالك، قال أبي ثنا إسحاق قال ثنا مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد اله بن عبد الله عن زيد بن خالد الجهني- الحديث" (غريبه) (١) تقدم تفسيرها فير مرة وسيأتي الكلام عليها مستفيضًا في بابها في الغزوات من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله (٢) إثر بكسر وسكون التاء المثلثة وهو ما يكون عقب الشيء (وسماه) أي مطر، وأطلق عليه سماء لكونه ينزل من جهة السماء، وكل جهة علو تسمى سماء "وقوله فلما انصرف) أي من صلاته أو من مكانه (٣) رواية النسائي" ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة" وهذا من الأحاديث الإلهية، فيحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخذها عن الله عز وجل بلا واسطة أو بواسطة (٤) لفظ البخاري "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر" أي كافر بالله (وهذا) يحتمل أن المراد بالكفر كفر الشرك بقرينة مقابلته بالإيمان، وذاك في حق من اعتقد أن المطر من فعل الكواكب (ويحتمل) أن يراد به كفر النعمة إذا اعتقد أن الله تعالى هو الذي خلق المطر واخترعه ثم تكلم بهذا القول فهو مخطئ لا كافر، وخطؤه لأنه تشبه بالكفار في أقوالهم وقد نهينا عن التشبه بهم (٥) النوء بفتح النون وسكون الواو (قال أبو عبيد) الأنواء ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها، يسقط منها

<<  <  ج: ص:  >  >>