للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[استحباب كشف الثوب عن بعض البدن ليصيبه المطر]-

(٨) باب ما يقول وما يصنع إذا رأى المطر

(١٧٢٧) عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال مطرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحسر ثوبه حتَّى أصابه المطر، قال فقيل له يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال لأنه حديث عهدٍ بربِّه

(١٧٢٨) قط وعنه أيضًا قال مطرنا بردًا وأبو طلحة رضي الله عنه


في كل ثلاث عشر ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر مقابلة في المشرق من ساعته، وإنما شمس نوءًا لأنه إذا سقط الساقط ناء الطالع، وذلك النهوض هو النوء، وانقضاء هذه الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة، وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر يقولون لابد أن يكون عند ذلك مطرًا وريح فيقولون مطرنا بنوء كذا، أي المطير كان من اجل أن الكوكب ناء وأنه هو الذي هاجه اهـ "وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه" عند النسائي "مطرنا بنوء المجدح" بكسر الميم وسكون الجيم وفتح الدال بعدها حاء مهملة، ويقال بضم أوله وهو الدبران بفتح الدال المهملة والباء الموحدة بعدها راء سمي بذلك لاستدباره الثريا وهو نجم أحمر منير (وقال ابن قتيبة) كل النجوم المذكورة لها نوء، غير أن بعضها أحمر وأغزر من غيره، ونوء الدبران غير محمود عندهم (تخريجه) (ق. د. نس. هق) (الأحكام) حديث الباب يدل على وجوب اعتقاد أن المطر من عند الله ومن خلقه وإبداعه، لا يقدر على حبسه وإنزاله إلا الله عز وجل، لا تأثير للكواكب في شيء من هذه عقيدة أهل الإيمان الموحدين، أما من اعتقد أن للنوء صنعًا في ذلك فهو كافر بالله تعالى كفر تشريك، أمَّا أن اعتقد أن ذلك من قبيل التجربة فليس بشرط؛ لكن يجوز إطلاق الكفر عليه وإرادة كفر النعمة، نسأل الله تعالى العصمة من الخطأ والزلل، والتوفيق لصالح القول والعمل آمين.
(١٧٢٧) عن أنس بن مالك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ابن أسد ثنا جعفر بن سليمان ثنا ثابت البنائي، قال جعفر لا أحسبه إلا عن أنس قال مطرنا "الحديث" (غريبه) (١) أي كشف ثوبه عن بعض بدنه (٢) معناه أن المطر رحمة، وهي قربة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها: قاله النووي (تخرجيه) (م. د. هق).
(١٨٢٨) (قط) وعنه أيضّا (سنده) حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ثنا شعبة عن قتادة وحميد عن أنس قال مطرنا بردًا- الحديث" (غريبه) (٣) البرد بفتحين، شيء ينزل من السحاب يشبه الحصى، ويسمى حب الغمام "وأبو طلحة" هو زيد بن مهل بن الأسود بن حرام الأنصاري مشهور بكنيته، من كبار الصحابة، شهد بدرًا

<<  <  ج: ص:  >  >>