للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[إستحباب الدعاء بالمأثور عند نزول المطر]-

صائمٌ فجعل يأكل منه، قيل له أتأكل وأنت صائمٌ؟ فقال إنَّما هذا بركةٌ

(١٧٢٩) عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم كان إذا رأى المطر قال اللَّهمَّ صيبًا نافعًا


وما بعدها، وكان زوجًا لأم سليم بنت ملحان والدة أنش بن مالك، وسيأتي الكلام على مناقبه في كتاب مناقب الصحابة رضي الله عنهم (٢) أي تطوعًا لأنه يجوز للصائم المتطوع الفطر وإن كان الصوم أفضل، يدل على ذلك ما سيأتي في أبواب صيام التطوع من كتاب الصيام من حديث أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها "إن المتطوع أمير على نفسه، فأن شئت فصومي وإن شئت فأفطري" (ومن حديث عائشة) عند النسائي مرفوعًا "إنما مثل صوم المتطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها، وإن شاء حبسها" وإنما أفطر أبو طلحة وإن كان الأفضل الصوم لئلا يفوته التبرك بأكل البرد، لأنه حديث عهد بربه كما جاء في الحديث السابق (تخريجه) لم أقف على هذا الأثر لغير الإمام أحمد وسنده جيد، وهو من زوائد القطيعي على مسند الإمام أحمد، وقد وجدت له في المسند أحد عشر حديثًا تقدم بعضها وجعلت الرمز له (قط) كما أشرت إلى ذلك في المقدمة فليعلم.
(١٧٢٩) عن عائشة (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا عبده ثنا مسعر عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة- الحديث" (غريبه) (٣) بالنصب بفعل مقدر أي اجعله صيبًا، ونافعًا صفة للصيب ليخرج الضار منه، والصيب المطر قاله ابن عباس وإليه ذهب الجمهور (تخريجه) (خ. نس. هق) (الأحكام) في أحاديث الباب دليل على أنه يستحب عند نزول المطر أن يكشف الإنسان عن بعض بدنه ليصيبه المطر تبركًا، وكذلك البرد يستحب أكله عند أول نزوله للتبرك أيضًا، (وفيها) أن المفضول إذا رأى من الفاضل شيئًا لا يعرفه أن يسأل عنه ليعلمه فيعمل به ويعلمه غيره (وفيها أيضًا) استحباب الدعاء عند نزول المطر بمثل ما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي من هذا الباب أيضًا أحاديث في باب ما يقال عند نزول المطر من كتاب الأذكار، وكذلك يأتي أحاديث تختص بالمطر والريح والرعد والبرق في أول كتاب خلف العالم إن شاء الله تعالى،
وإلى هنا انتهى الجزء السادس من (كتاب الفتح الرباني) مع شرحه (بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني) مختمًا بقوله صلى الله عليه وسلم "اللهم صيبًا نافعًا" كما عودنا الله عز وجل اختتام كل جزء بالفأل الحسن، بدون قصد، والحمد لله أولاً وأخرًا وله الشكر والمنة على هذا التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلى آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرا،

<<  <  ج: ص:  >  >>