فى أيام مختلفة، وأشكال متباينة يتحرى في كلها ما هو أحوط للصلاة وأبلغ في الحراسة، فهى على اختلاف صورها متفقة المعنى، وسرد ابن المنذر في صفتها ثمانية أوجه، وكذا ابن حبان وزاد تاسعا (وقال ابن حزم) صح فيها أربعة عشر وجها وبيَّنها في جزء مفرد (وقال ابن العربى) جاء فيها روايات كثيرة أصحها ست عشرة رواية مختلفة ولم بيينها؛ وقد بينها العراقى في شرح الترمذى وزاد وجها آخر فصارت سبعة عشر وجها (وقال الحافظ ابن القيم) فى الهدى أصولها ست صفات قال، وربما اختلف بعض ألفاظها، وقد ذكرها بعضهم عشر صفات وذكرها أبو محمد بن حزم نحو خمس عشرة صفة، والصحيح ما ذكرناه أولا، وهؤلاء كلما زاد اختلاف الرواة في قصة جعلوا ذلك وجها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم وانما هو من اختلاف الرواة، والله أعلم اهـ. قال الحافظ وهذا هو المعتمد (قلت) وقال الأمام أحمد كل حديث يروى في أبواب صلاة الخوف فالعمل به جائز، وقال ستة أوجه أو سبعة تروى فيها كلها جائزة اهـ وقد ذكرت هذه السبعة الأوجه فى أبواب صلاة الخوف جمعتها من مسانيد اثنى عشر صحابيا من مسند الأمام أحمد رحمه الله ورتبتها كما ترى، وأحاديث هذا الباب وجه منها، وهو مختص بما إذا كان العدو بينهم وبين القبلة فتكون الصلاة بالصفة المذكورة في أحاديث الباب (قال النووى) وبهذه الصفة (قال الشافعي وابن أبى ليلى وأبو يوسف) اهـ وحكى عن اسحاق أنه لم يختر شيئا من هذه الأنواع على شئ بل الكل عنده سواه يصلى بأى نوع كان، وبه قال الطبرى وغير واحد منهم ابن المنذر (وفى أحاديث الباب أيضا) دليل على جواز الاقتصار فى الخوف على ركعة واحدة، وقال به أبو هريرة وأبو موسى الأشعرى وغير واحد من التابعين، وبه يقول اسحاق والثورى ومن تبعهما مستدلين بحديث ابن عباس الأول من أحاديث الباب ففيه قال "وعلى الخائف ركعة" ومنهم من قيد ذلك بشدة الخوف (وقال الجمهور) قصر الخوف قصر هيئة لا قصر عدد وتأولوا حديث الباب بأن المراد بها ركعة مع الأمام وليس فيها نفى الثانية (فائدة) قال الشوكانى وقع الاجماع على أن صلاة المغرب لا يدخلها قصر ووقع الخلاف هل الأولى أن يصلى الأمام بالطائفة الأولى ثنتين والثانية واحدة أو العكس (فذهب الى الأول) أبو حنيفة وأصحابه والشافعى في أحد قوليه والقاسمية (والى الثانى) الناصر والشافعى في أحد قوليه (قال في الفتح) لم يقع فى شئ من الأحاديث المروية في صلاة الخوف تعرّض لكيفية صلاة المغرب اهـ وقد أخرج البيهقى عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا عليه السلام صلى المغرب صلاة الخوف ليلة الهرير اهـ ورورى أنه صلى بالطائفة الأولى ركعة وبالثانية ركعتين (قال الشافعى) وحفظ عن على عليه السلام أنه صلى صلاة الخوف ليلة الهرير كما روى صالح بن خوَّات عن النبى صلى الله عليه وسلم (قلت ستأتى رواية صالح بن خوّات بعد بابين) قال وروي