للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن سفيان بن نبيح يجمع لي النَّاس ليغزومي وهو بعزته فأته فاقتله، قال قلت يا رسول الله العته لي حت! َى أعرفه قال إذا رأيته وجدت له فشعريرة قال فخرجت متوشحًا بسيفي حتى وقعت عليه وهو بعزته مع ظعن يرتاد لهنَّ منزلًا، وحين كان وقت العصر، فلمَّا رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القضعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن


الهجرة، كذا فى المواهب (١) بضم النون وفتح الموحدة وسكون التحتية وبالحاء المهملة (٢) بضم العين المهملة وفتح الراء والنون فتاء تأنيث، موضع بقرب عرفة موقف الحجيج، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان يجمع الناس لغزوة، فصار بذلك محاربا يهدر دمه والظاهر أن علمه صلى الله عليه وسلم بذلك، وإرساله من يقتله كان بطريق الوحى، ويحتمل غير ذلك والله أعلم (٣) أى صفة لى أو اذكر لى علامة أعرفه بها لأنى لا أعرفه (٤) أى رعدة وفى بعض الروايات لغير الامام أحمد فقلت صفه لى حتى أعرفه، قال إذا رأيته هبته وفرقت منه "أى خفت" ووجدت له قشعريرة وذكرت الشيطان، قال وكنت لا أهاب الرجال فقلت يا رسول الله ما فرقت من شيء قط، قال آية ما بينك وبينه ذلك، واستأذنته أن أقول "يعنى أن يرخص له فى الكذب فى كلامه مع الرجل ليتمكن من خداعه" فقال قل ما بدالك، وقال انتسب لخزاعة، فأخذت سيفى ولم أزد عليه، وخرجت أعتزى إلى خزاعة (٥) أى مع نساء وهو جمع ظعينة، وأصل الظعينة الراحلة التى يرحل ويظعن عليها أى يسار؛ وقيل للمرأة ظعينة لأنها تظعن مع الزوج حيثما ظعن، أو لأنها تحمل على الراحلة إذا ظعنت، وقيل الظعينة المرأة فى الهودج ثم قيل للهودج بلا امرأة وللمرأة بلا هودج ظعينة (نه) "وقوله يرتاد لهن منزلا" أى يطلب لهن مكانا مناسبا لأنزالهن فيه (٦) فى رواية فهبته وعرفته بنعته صلى الله عليه وسلم فقلت صدق الله ورسوله، وقد دخل وقت العصر حين رأيته فصليت وأنا أمشى أومئ برأسى إيماء، فلما دنوت منه قال من الرجل؟ قلت من بنى خزاعة سمعت بجمعك لمحمد فجئت لأكون معك، قال أجل انى لفى جمع له، فمشيت معه وحدثته فاستحلى حديثى؛ وأنشدته وقلت عجبا لما أحدث محمد من هذا الدين المحدث، فارق الآباء وسفَّه أحلامهم، قال انه لم يلق أحدا يشبهنى، وهو يتوكأ على عصا يهد الأرض حتى انتهى الى خبائه وتفرق عنه أصحابه الى منازل قريبة منه وهم يطيفون به، فقال هلم يا أخا خزاعة فدنوت منه قاله اجلس "وفى رواية" فمشى معه ساعة قبل الجلوس، ثم اغتره (أي أخذه

<<  <  ج: ص:  >  >>