عمله وإنَّه لا يزيد المؤمن من عمره إلَّا خيرًا {وعنه من طريقٍ ثانٍ} أنَّ رسول الله صلَّى الله تعالى عليه وعلى وآله وصحبه وسلَّم قال لا يتمنَّى أحدكم الموت، إ مَّا مُسيءٌ فيستغفر أو مُحسنٌ فيزداد
إذا حل به لا يمنع من تمنيه رضًا بلقاء الله ولا من طلبه من الله لذلك وهو كذلك اهـ (١) قال النووى فى شرح مسلم هكذا هو فى بعض النسخ "يعنى نسخ مسلم" عمله وفى كثير منها أمله وكلاهما صحيح، لكن الأول أجود وهو المتكرر فى الأحاديث، والله أعلم اهـ. وقال الحافظ فيه إشارة إلى أن المعنى فى النهى عن تمنى الموت والدعاء به، هو انقطاع العمل بالموت فان الحياة يتسبب منها العمل والعمل يحصّل زيادة الثواب، ولو لم يكن الا استمرار التوحيد فهو أفضل الاعمال اهـ (٢) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا روح ثنا محمد بن أبى حفصة ثنا ابن شهاب عن أبى عبيد مولى عبد الرحمن ابن عوف عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الحديث" (٣) قال الحافظ كذا للأكثر باثبات التحتانية، وهو لفظ نفى بمعنى النهى ووقع فى رواية الكشميهنى لا يتمن على لفظ النهى، ولا يتمنين، وكذل هو فى رواية همام عن أبى هريرة بزياة نون التأكيد اهـ (٤) استشكل بأنه قد يعمل السيئات فيزيده عمره شرا (قال الحافظ) وأجيب بأجوبة (أحدها) حمل المؤمن على الكامل وفيه بُعد (والثانى) أن المؤمن بصدد أن يعمل ما يكفر ذنوبه، إما من اجتناب الكبائر، وإما من فعل حسنات أخر قد تقاوم بتضعيفها سيئاته، وما دام الايمان باق فالحسنات بصدد التضعيف، والسيئات بصدد التكفير (والثالث) يقيد ما أطلق فى هذه الرواية بما وقع فى رواية الباب (يعنى عند البخارى) من الترجى حيث جاء بقوله "لعله" والترجى مشعر بالوقوع غالبا لا جزما، فخرج الخير مخرج تحسين الظن بالله وأن المحسن يرجو من الله الزيادة بأن يوفقه للزيادة من عمله الصالح، وأن المسيئ لا ينبغى له القنوط من رحمة الله ولا قطع رجائه، أشار الى ذلك شيخنا "يعنى العراقى" فى شرح الترمذى، ويدل على أن قصر العمر قد يكون خيرًا للمؤمن حديث أنس الذى فى أول الباب "وتوفنى اذا كانت الوفاة خيرا" وهو لا ينافى حديث أبى هريرة (ان المؤمن لا يزيده عمره الا خيرا) اذا حمل حديث أبى هريرة على الأغلب ومقابله على النادر اهـ (تخريجه) (ق. هق. نس. وغيرهم) ولفظه عند البخارى من حديث أبى هريرة أيضا "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يدخل أحدا عمله الجنة، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال