للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٩) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم من أتت عليه ستُّون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر


أبو يعلى بأسانيد، وكلها لا تخلو من ضعف (فى الباب) عن عثمان بن عفان عند أبى يعلى وفيه ضعف (وعن عبد الله بن أبى بكر) عند الطبراني وفيه كلام (وعن سهل بن سعد) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر الله اليه فى العمر وأبلغ اليه فى العمر" (قال الهيثمي) رواه الطبراني ورجاله ورجال الصحيح (قلت) وهذه الطرق يعضد بعضها بعضا لكثرتها، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(٢٩) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو عبد الرحمن ثنا سعيد بن أبى أيوب حدثنى محمد بن عجلان عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن أبى هريرة الحديث" (غريبه) (١) يعنى من عاش ستين سنة (وفى رواية معمر عند الطبراني "لقد أعذر الله الى عبد أحياه حتى يبلغ ستين سنة أو سبعين سنة لقد أعذر الله اليه" ومعنى الاعذار إزالة العذر؛ يعنى أنه لم يبق له اعتذار، كأن يقول لو مدّ لى في الأجل لفعلت ما أمرت به، يقال أعذر اليه إذا بلَّغه أقصى الغاية فى العذر ومكنَّه منه، وإذا لم يكن له عذر فى ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر الذى حصل له فلا ينبغى له حينئذ الا الاستغفار والطاعة والأقبال على الآخرة بالكلية، ونسبة الاعذار الى الله تعالى مجازيَّة، والمعنى أن الله عز وجل لم يترك للعبد سببا فى الاعتذار يتمسك به، والحاصل أنه لا يعاقب الا بعد حجة، قاله الحافظ (وقال ابن بطال) إنما كانت المتون حدا لهذا لأنها قريبة من المعترك، وهى سن الانابة والخشوع وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار لطفا من الله بعباده حتى نقلهم من حالة الجهل الى حالة العلم ثم أعذر اليهم فلم يعاقبهم الا بعد الحجج الواضحة وان كانوا فطروا على حب الدنيا وطول الأمل، لكنهم أمروا بمجاهدة النفس فى ذلك ليمتئلوا ما امروا به من الطاعة وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية، وفى الحديث اشارة الى أن استكمال الستين مظنة لانقضاء الأجل؛ وأصرح من ذلك ما أخرجه الترمذى بسند حسن الى أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى هريرة رفعه "أعمار أمتى ما بين الستين الى السبعين وأقلهم من تجوز ذلك" قال بعض الحكماء الأسنان أربعة، سن الطفولية ثم الشباب. ثم الكهولة. ثم الشيخوخة. وهى آخر الأسنان؛ وغالب ما يكون ما بين الستين والسبعين، فيحنئذ يظهر ضعف القوة بالنقص والانحطاط، فينبغى له الاقبال على الأخرة بالكلية لاستحالة أن يرجع الى الحالة الأولى من النشاط والقوة، وقد استنبط منه

<<  <  ج: ص:  >  >>