للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وعنه من طريقٍ ثانٍ) عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إنَّ المؤمن يموت بعرق الجبين

(٣٩) عن أبي سعيد الخدريِّ رضي الله عنه قال لمَّا قدم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كنَّا نوذنه لمن حضر من موتانا فيأتيه قبل أن يموت فيحضره ويستغفر له وينتظر موته، قال فكان ذلك ربَّما حبسه الحبس الطَّويل فشقَّ عليه، قال فقلنا أرفق برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن لا نوذنه بالميِّت حتَّى يموت، قال فكنَّا إذا مات منَّا الميت آذنَّاه به فجاؤ في أهله فاستغفر له وصلَّى عليه، ثمَّ إن


عنه ذنوبه" هكذا ذكره فى التذكرة ولم ينسبه الى من أخرجه من أهل الحديث؛ وقيل إن عرق الجبين يكون من الحياء، وذلك ان المؤمن اذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلم خجل واستحياء من الله تعالى، فيعرف بذلك جبينه (قال القرطبي) فى التذكرة قال بعض العلماء، انما يعرق جبينه حياء من ربه لما اقترف من مخالفته، لأن ما سفل منه قد مات وانما بقيت قوى الحياة وحركاتها فيما علاه، والحياء في العينين فذاك وقت الحياء، والكافر فى عمر من هذا كله، والموحد المعذب فى شغل عن هذا بالعذاب الذى قد حل به، وانما العرق الذى يظهر لمن حلت به الرحمة فانه ليس من ولى ولا صديق ولا برّ الا وهو مستحى من ربه مع البشرى والتحف والكرامات (قال العراقى) ويحتمل أن عرق الجبين علامة جعلت لموت المؤمن وان لم يعقل معناه اهـ والله أعلم (١) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن سعيد عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن يموت بعرق الجبين (تخريجه) (نس. جه. ك) وقال هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبى
(٣٩) عن أبى سعيد الخدرى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يونس ثنا فليح عن سعيد بن عبيد عن السباق عن أبى سعيد الخدرى الحديث" (غريبه) (٢) يعنى المدينة مهاجرا "كنا نوذنه" أى نعلمه (لمن حضر) أى احتضر وكان فى حالة النزع (٣) بالتثقيل والتخفيف وقد جمعهما الشاعر فقال
ليس من مات فاستراح بميت _ إنما الميت ميّت الأحياء
وأما الحى فميّت بالتثقيل لا غير وعليه وقوله تعالى {انك ميّت وإنهم ميّتون}

<<  <  ج: ص:  >  >>