للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى آله وصحبه وسلم، إن الميت يحضره الملائكة، فإذا كان الرجل الصالح، قالوا أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، أخرجي حميدة وأبشرى بروح وريحان ورب غير غضبان قال فلا يزال يقال ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا؟ فيقال فلان، فيقولون مرحبًا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، أدخلي حميدة وأبشرى بروح وريحان ورب غير غضبان، قال فلا يزال يقال لها حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل وإذا كان الرجل السوء


ابن محمد حدثنا ابن أبى ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبى هريرة الحديث" (غريبه) (١) أى المحتضر وسمى ميتا لكونه فى حكم الميت ولأنه قارب الموت وما قارب الشئ يعطى حكمه "وقوله تحضره الملائكة" الظاهر أنهم أعوان عزرائيل عليه السلام، ويحتمل أن يكونوا غيرهم نزلوا لاستقبال روح هذا العبد الصالح تشريفا له (٢) الرَّوح بفتح الراء الرحمة "والريحان" الطيب، وتقدم الكلام على ذلك فى شرح الحديث الثالث من الباب الأول من كتاب الجنائز (٣) أى تصعد بها الملائكة الى السماء الدنيا ويطلبون أن تفتح لها السماء الدنيا ويطلبون أن تفتح لها السماء (٤) أى فلا يزال أهل كل سماء يحيونها بقولهم مرحبا بالنفس الطيبة الخ (٥) أى السماء السابعة كما سيأتى فى حديث البراء، أما كون الله عز وجل فى السماء فهذا مما نؤمن به ونكل علم حقيقته الى الله جل شأنه، وقد جاء مثل ذلك فى القرآن: قال تعالى {أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض فاذا هى تمور * أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا" وفى القرآن غير ذلك كثير، وفى الحديث أيضا عن معاوية بن الحكم السليمي رضي الله عنه، قال كانت لى غنم بين أحد والجوانية فيها جارية لى فاطَّلعتها ذات يوم، فاذا الذئب قد ذهب منها بشاة، وأنا رجل من بنى آدم فأسفت فصككتها، فأتيت النبى صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فعظَّم ذلك علىَّ، فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال ادعها. فدعوتها فقال لها أين الله؟ قالت فى السماء؛ وقال من أنا. قالت أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اعتقها فانها مؤمنة" هذا حديث صحيح رواه مسلم والامام أحمد وأبو داود وغير واحد من الأئمة فى تصانيفهم يمرونه كما جاء ولا يتعرضون له بتأويل ولا تحريف فنحن نؤمن بما جاء فى كتاب الله وصحيح السنة من صفاته عز وجل، كما نؤمن بذاته المقدسة

<<  <  ج: ص:  >  >>