للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٧) باب ما يراه المحتضر ومصير الروح بعد مفارقة الجسد

(٥٢) عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه


لا يؤثر، فان مثله لا يؤخذ بالرأى، وكيف وقد أسنده مرة الراوى، قال وقد روى هذا الحديث من حديث عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وأبى هريرة وعائشة، وفى كل منها مقال اهـ بتصرف (ورواه البيهقى) أيضا فى السنن بسنده عن عبيد الله بن عبيد بن عمير قال سألت عائشة رضي الله عنها عن موت الفجأة أيكره؟ قالت لأى شئ يكره؟ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال "راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر" قال ورواه سفيان الثورى عن عبيد الله موقوفا عن عائشة رضى الله عنها (وفى الباب) عن أبى أمامة رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من موت الفجأة وكان يعجبه أن يمرض قبل أن يموت" قال الهيثمى رواه الطبرانى فى الكبير، وفيه عثمان بن عبد الرحمن القرشى وهو متروك (الأحكام) فى أحاديث الباب دلالة على إثبات القدر وأن الله تعالى اذا أراد موت عبد بأرض جعل له اليها حاجة فيذهب اليها ليموت بها تنفيذا لما قدره الله عز وجل من أن كل انسان يدفن فى الأرض التى خلق منها، فقد ثبت أن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الارض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب وبين ذلك، رواه أبو داود والترمذى والحاكم والبيهقى والامام أحمد. وسيأتى فى باب خلق آدم عليه السلام من كتاب خلق العالم، وصححه الحافظ السيوطى، ولما رواه الحاكم وصححه من قصة الحبشى، وتقدم فى الشرح، وفيه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "لا إله إلا الله، سيق من أرضه وسمائه الى تربته التى منها خلق" وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم فى حديث الباب "إذا قضى الله ميتة عبد بأرض جعل له اليها حاجة" (وفيها أيضا) دليل على أن موت الفجأة مذموم، لأن من مات فجأة لا يمكنه الاستعداد للتوبة والوصية ونحو ذلك ولحرمانه من ثواب المرض الذى يكفّر الذنوب، فاذا مات الكافر أو الفاجر فجأة كان ذلك من غضب الله تعالى عليه لعدم تدارك ما فاته من التفريط؛ وإذا أصيب به المؤمن الصالح كان راحة له من عناء الدنيا، لأنه مستعد للآخرة بالأعمال الصالحة، وتقدم الكلام على ذلك فى الشرح. وقد نقل عن (الامام أحمد) وبعض الشافعية كراهية موت الفجأة، ونقل النووى عن بعض القدماء أن جماعة من الأنبياء والصالحين ماتوا كذلك (قال النووى) وهو محبوب للمراقبين. والله أعلم
(٥٢) عن أبى هريرة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن

<<  <  ج: ص:  >  >>