للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلي السماء السابعة، فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإنى منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله، فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له وما علمك، فيقول قرأت كتاب الله فآمنت


الروح بضم الراء يذكر ويؤنث (١) أى يتبعه ويسير معه من كل سماء مقربوها، أى رؤساؤها المقربون عند الله من الملائكة (٢) قال الامام البغوى روينا عن البراء مرفوعا أن عليين فى السماء السابعة تحت العرش، وقال ابن عباس هو لوح من زبر جدة خضراء معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه "يعنى أعمال الأبرار" وقال كعب وقتادة هو قائمة العرش اليمنى، وقال عطاء عن ابن عباس هو الجنة، وقال الضحاك سدرة المنتهى، وقال بعض أهل المعانى علو بعد علو، وشرف بعد شرف، ولذلك جمعت بالياء والنون، وقال الفراء هو اسم موضوع على صيغة الجمع لا واحد له من لفظه مثل عشرين وثلاثين اهـ (قال الحافظ ابن كثير) والظاهر أن عليين مأخوذ من العلو، وكلما علا الشئ وارتفع عظم واتسع ولهذا قال تعالى معظّما أمره ومفخّما شأنه "وما أدراك ما عليوم" اهـ (٣) أى فيحيا حياة مؤقتة بقدر ما يمكنه سماع السؤال وردّ الجواب، وليست كالحياة المستقرة المعهودة فى الدنيا التى تقوم فيها الروح بالبدن وتدبيره وتصرفه وتحتاج إلى ما يحتاج اليه الأحياء، بل هى مجرد إعادة لفائدة الامتحان الذى وردت به الأحاديث الصحيحة، فهى اعادة عارضة كما أحيا الله خلقا لكثير من الأنبياء لمسألتهم لهم عن أشياء ثم عادوا موتى، قاله الحافظ (٤) زاد ابن حبان من طريق أبى سلمة عن أبى هريرة، فاذا كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله، وفعل المعروف من قبل رجليه، فيقال له اجلس فيجلس (٥) يعنى بالرجل النبى صلى الله عليه وسلم وإنما يقوله فى هذه العبارة التي ليس فيها تعظيم امتحانًا للمسئول لئلا يتلقن تعظيمه من عبارة السائل، ثم يثبت الله الذين آمنوا

<<  <  ج: ص:  >  >>